مع دخول عدة شركات ومجموعات تجارية على خط رعاية عدد من أندية دوري المحترفين الكروي مادياً، كما هو حال ناديي الاتحاد وحطين، ومع التحسن الملحوظ في ميزانية أندية أخرى والاهتمام الكبير الذي تتلقاه هذه الأندية من الجهات المسؤولة عنها، كما هو حال نادي الشرطة المركزي، ومع وجود عدد لا بأس به أساساً من الأندية المتمتعة بدعم كبير من المحبين كما هو حال ناديي الوحدة وتشرين، فإن الموسم الكروي القادم سيفرض حقيقتين لا بد من الانتباه لآثارهما السلبية ومخرجاتهما الإيجابية إن وجدت، ومن ثم التعامل مع السلبيات والإيجابيات وفق أسس جديدة مختلفة تماماً عن تلك المعتمدة حالياً.
الحقيقة الأولى هي أن تلقي بعض الأندية دعماً لا محدوداً على الصعيد المادي مقابل معاناة أندية أخرى من انعدام الموارد، يعني بالمطلق أن دورينا سينقسم إلى طابقين أولهما يضم ما يمكن وصفه بأغنياء كرتنا، وثانيهما يضم فقراء الكرة السورية وهو بالتأكيد أمر يضر في مصلحة المسابقة ويفقدها أحد أهم إيجابياتها في الموسم الكروي المنقضي مؤخراً، والمتمثلة بتقارب المستوى بين معظم الفرق وارتفاع حدة وشدة المنافسة على مدى جولات البطولة.
أما الحقيقة الثانية فهي أن هذه التجربة ستكون تحت عين الرقيب بشكل مباشر، وبناء على ما ستقدمه المسابقة مع وجود الدعم المادي الذي يتلقاه البعض، يجب أن يعاد تقييم ما تستحقه أنديتنا كمقابل مادي عن حقوق بث مباريات الدوري و رعاية هذه الأندية، فإما أن يتم مضاعفة المبالغ التي تتلقاها الأندية مقابل حقوق بث الدوري، أو أن يتم صياغة التجربة بشكل آخر في حال فشلها على اعتبار أن الأرقام المدفوعة في بعض الأسماء من لاعبين ومدربين تبدو غير واقعية، وهدفها خلق صدمة نفسية قبل كل شيء عند باقي المنافسين.
لكن أياَ كانت النتائج التي سيفرزها دخول هذا الكم من الرعاة وهذا الضخ المالي غير المسبوق على بعض أندية الدوري، فالحقيقة أن كرتنا مقبلة على شيء لم يسبق له مثيل على المستوى المحلي، وهو ما يعني بكل تأكيد أن هذه التجربة ستفرض معطيات جديدة على الأندية أولاً (سواء من يملك المال أو لا)، وعلى اتحاد الكرة ثانيا (الجهة المسؤولة عن مسابقاتنا المحلية)، وما نتمناه هو أن يتم التعامل مع ما تفرضه هذه التجربة بشكل يؤدي لتطويرها بحيث تكون ذات فوائد متعددة لا تقتصر على الجانب المادي، ولاسيما أن استقرار الأخير سيعني حكما وجود استقرار إداري وحدوث تطور فني.
ننتظر بكل صراحة أن تجد جميع الأندية رعاة لها و ذلك من مبدأ تحقيق العدالة على أقل تقدير، وحتى لا تحدث هوة واسعة تؤدي إلى طابقية في التنافس والمستوى الفني، والأهم من كل ذلك أن تحمل التجربة الجديدة التي سيشهدها دورينا تعاملا احترافيا على كافة المستويات، وألا يكون كل هذا الضخ المالي والبروباغندا كالجعجعة بلا طحن !.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021