بعد عودتها من قريتها هربا من شح الماء وهي في الطريق لمكتب المديرية داهمتها صور ومشاهد صنبور الماء المصفر على الدوام.
وما إن وصلت المكتب حتى أرخت بثقل همومها على كرسيها وهي تقول: مكان بلا ماء أشبه بزنزانة خانقة لا هناء ولا راحة ولا ماء .. كلمات قالتها في لحظة عاصفة .. غير منتبهة أنها اخترقت حاجز صمت المدير.. ولدى سماعه تلك الكلمات أصيب بحالة من التوتر المفاجئ.. تجهم قليلا .. حاول اأا يرسم الاستهجان على محياه..لكنه لم يفلح مع ذلك طلبها على الفور.. فجاءت على أقل من مهلها.. وعندما لحظها قال لها: ما به المكان والزنزانة …؟ اكفهرت وقالت إنه بوح النفس للنفس وما ظننت بالمكان من أحد .. في قريتي بجرد القدموس أوصلتم لنا أنابيب وخراطيم المياه إلى كل حي وقرية من حوالي عقد ونصف يا ليتكم لم تفعلوا.. قلنا الحمد لله بعد الآن لاتعطش شتلة حبق ولا قصاصة ورد..وسنعيش في بحبوحه .. صدمنا بعد كل هذا الانتظار ..وضياع أجمل سنوات عمر الأنابيب .. فالمياه تزورها بالأسبوع ساعتين وأغلب الأحيان تغافلنا وتغير موعد الزيارة .. وأنت الذي قلت ذات مرة لن تترك قلبا خبتت الحياة فيه إلا وستعيد إرادة الحياة إليه .. بالله عليك لماذا التسويف والوعيد؟ ولماذا الإهمال والتطنيش أما كان من الأجدى أن تضخوا المياه في هذه الأنابيب التي كلفت الدوله الملايين لإنعاش الأرياف وإروائها كل يوم ساعتين بدلا من كل أسبوع أو عشرة أيام .. وعندها تكونوا أعدتم إرادة الحياة والحب والارتواء لمئات آلاف الريفيين .. قال لها معك حق لكن ظننت أنكم بعد كل هذه المده اعتدتم على ذلك وتجانستم مع الحالة.
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 12-7-2019
الرقم: 17022