بعد كل موسم زراعة لابد من الحصاد فرحتنا هذه الأيام بحصاد طلابنا لنتائجهم الامتحانية أشبه بفرحة مزارع لموسم أرضه، ولجندي بانتصاره في معركته… نفرح لفرح الجميع، كل مجهود وتعب يقابله إنتاج وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
سابقاً ولسنوات خلت اختلف صدور نتائج الامتحانات عن أيامنا هذه.. شريط الذاكرة مرّ في خيالي كما الكثيرين لتعود ابتسامة النجاح إلى وجوهنا ولنستذكر لحظة تلقي خبر النجاح وقبلها زمن ترقب صدور النتائج الذي ارتبط بأغنية «عبد الحليم حافظ الناجح يرفع ايدو» التي تصدح عبر «الراديو» الذي لم نكن نملك غيره وسيلة بغياب التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.. صحيح هي اليوم أسرع وأسهل ولكن لاشيء يضاهي البحث عن النتائج على جدران المدارس سابقاً.. جمالية رؤية الاسم بعد البحث بعيون خائفة متوترة وقلقة بينما يستقر النظر على الاسم وبعدها ترقب صدور وثائق النجاح ومعرفة تفصيل العلامات..
تعيش الأسرة كاملة في ترقب وتوتر مع اقتراب صدور النتائج.. وحين صدورها وغالباً كانت ليلاً تبدأ رحلة البحث عن وسيلة أو مصادفة توصل النتيجة من مدرسة ذاك الطالب إلى أهله وإليه وكثيراً ماتبدأ الهضامة وخفة الدم بكذبة بيضاء تكاد توقف دقات قلب أم الطالب قبل قلبه ليقول قائل لم نجد لك اسماً وهو نفسه قد علم أن النتيجة نجاح وربما تفوق لكن لابد من كذبة بيضاء تفقد فرحة النجاح لذتها.
أما اليوم فبكبسة زر ترى الاسم وتفصيل العلامات أمامك ولم تعد تجدي خفة الدم والكذب الأبيض نفعاً.
لكل زمن طعمه ولكن فرحة النجاح لازالت بنفس المذاق لم تغيرها التكنولوجيا ولن تؤثر بها مهما تطورت وتغيرت، ولكن بعض العناء والتعب للحصول عليها أضاف لها تلك النكهة المميزة التي جعلتنا نستذكر كيف تلقينا خبر نجاحنا، وممن سمعناه، ومن كان معنا في تلك اللحظة، ليمر شريط الذاكرة متباطئاً نرفض السرعة في عرضه لنستمتع بلحظات مر عليها الزمن ولكن رغم كل شيء لم يبعدها من ذاكرتنا.
مبارك لكم ولوطنكم نجاحكم وتفوقكم أبناءنا وأخوتنا وإلى مستقبل أجمل تحلمون به وتخططون لإكماله بشغف وفرح.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025