يمر الصيف مختلفاً

ما ان تعلن نهاية آخر يوم امتحاني حتى يغرد الطفل فرحا بعطلة قادمة حتى لو لم يكن قد وضع برنامجا لتلك العطلة فهو في البداية لم يعد ملتزما بالاستيقاظ باكرا ولن يلبس ثياب المدرسة والنوم يسري في اوصاله , ولم يعد ملتزما بحمل محفظة مدرسية أثقل من وزنه , العطلة تعني أكثر من ذلك والصيف يعني له أن لايشعر بالبرد على مقاعد خشبية في الصفوف ولن يجلس مطولا لانهاء واجبات مدرسية ثقيلة . ونحن لانتحدث بهذه المواصفات عن طفل كسول او مجتهد لكن عن أشياء مشتركة لكليهما
بدأ الصيف ولم يعد الطفل ملتزما بكل ماذكر فماذا يفعل ان لم يكن هناك برنامج مدروس لقضاء أيام العطلة ؟؟
تحاول الذاكرة أن ترسم « فقط » صورة مليئة بالفرح لأطفال في المنتزهات أو أطفال في المسابح برفقة أصدقائهم او ذويهم , كما تحاول أن تعطي الأولوية لمدارس تستثمر العطلة لوضع برامج ترفيهية ودورات فنية يتسلى منها الطفل ويستفيد , تحاول ان ترى أطفالا تشتهي ريشة الفنان التقاط حركة فرح من أناملهم الغضة , وأطفال يرتادون معاهد تعليم الموسيقا والرسم والفنون بأنواعه , وآخرون يرتادون معاهد ليتقنوا لغة ثانية تفتح لهم آفاق الاطلاع على حضارة الغير .ان كل ذلك يبدو موجودا وكثير من هؤلاء الأطفال يتعلمون المسرح ويحضرون مسرحيات خلال الصيف دون اجبار من أحد وهم يتسلون ويسهرون ويتعلمون . وكل ذلك يبدو مرحا وفائدة وتسلية .
لكن هذه الذاكرة تصفع صاحبها ليس لأنها لاتعرف التفاؤل لكن لأن الجانب الآخر غير المشرق من الحياة يجب رؤيته بتمعن ويجب ايلاء الانتباه بشدة الى أطفال آخرين يركضون وراء المارة لشراء علكة وينتظرون الاشارة الضوئية الحمراء فيركضون على أبواب السيارات ليرجو أصحابها شراء أي شئ.. انهم يتسولون بطريقة «شريفة « كانت تتمنى الذاكرة ألاتستحضرصورة أطفال صناديق «البويا «وهم يمسحون أحذية الناس مقابل المال ولاأن ترى بسطات من اللوازم يشرف عليها الأولاد يبيعون من خلالها ويكسبون بعض المال أيضا . واذاجربنا سؤال احد أهؤلاء الأطفال : ان كان سعيدا بعمله ؟يجيب : ان استطعت أن أجمع مبلغا معينا من المال فسوف أكون سعيدا لأن احد من عائلتي لن يوبخني على وجود أطفال آخرين أكثر مهارة في كسب المال .
يبدو هنا ان منظور السعادة مختلف وليسوا تعساء الى الصورة التي نتوقع ويبدو انهم اعتادوا على نمط معين وبعضهم يرى في نفسه تفوقا على جاره الطفل «الجنتل « الذي يلتزم بالدوام في احد المعاهد او الدورات الترفيهية بينما كبر هو أكثر وأصبح قادرا على تصريف اموره الخاصة .
/معظم الأطفال ولدوا في زمان ومكان متشابه لكن كل منهم يختلف مصيره عن الاخر , ولايعني بالضرورة ان من لايتمتع بصيف مسل وشيق السهرات والرحلات انه لن يكون يوما ما ذو شأن أو أنه سيكون فاشلا في حياته المستقبلية بل يمكن أن تحدوه أيام العطلة التي من المفترض ان يعيشها كما كل الأطفال الى شكل من أشكال التحفيز لنيل مستقبل أفضل وكثير من الأطفال الذين عانوا قسوة الحياة في طفولتهم أبدعوا وصاروا أسماء لامعة في عالم غير محجوب عن أحد .
أيدا المولي

التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025

آخر الأخبار
مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية