صرّفت مخازين بقيمة 17٫6 مليار ليرة حتى نهاية حزيران…«الصنـــاعة» تدرس إنتــاج الدهــان واللاصـق الإسـمنتي والقرميــد
لا يختلف اثنان على دور الصناعة ومحورية دورها في النهوض بأي اقتصاد من اقتصاديات العالم مهما كانت ميزاته النسبية ومهما تنوّعت عوامل قوته ومتانته، لكون الصناعة تضمن فوائد متعددة تراكمية يمكن إيجازها بالتخفيف من فاتورة القطع الأجنبي التي تتطلبها المستوردات إلى جانب تأمين المنتج اللازم للاستهلاك بسعر منطقي ومقبول، ناهيك عن خلق جبهات عمل لكل المنشآت الإنتاجية تبعاً لدورة رأس المال وازدياد الإنتاج نتيجة زيادة الطلب الناجم أصلاً عن زيادة الإنفاق المتأتّي بدوره من العمل الذي خلقه الطلب أولاّ.
تحت المجهر الحكومي
لم تخرج الصناعة وبناها التحتية يوماً وبالأخص خلال السنوات الأخيرة عن اهتمام الحكومة التي قدمت لهذا القطاع دعماً واثقاً حتى يتمكّن من النهوض والثبات إلى حين اشتداد ساعده، وهو دعم شكل فرصة تلقفتها وزارة الصناعة وعمدت إلى ترجمتها على الأرض واقعاً ملموساً، ولعلّ البداية كانت في تخفيف عبء المخازين عن كاهل الشركات والمعامل التابعة للوزارة، وفي هذا السياق ووفقاً لما وقفت عليه الثورة من مؤشرات وبيانات فقد عملت الوزارة على تخفيض المخزون الإجمالي لديها حتى الرابع والعشرين من شهر حزيران الماضي بمقدار 17,6 مليار ليرة سورية، حيث عمدت إلى تصريف المخازين الغذائية والطبية والهندسية من البازلاء والسكر والكسبة والفول والحديد المبروم وزيت بذرة القطن وعباد الشمس وقشور بذرة القطن والأربطة الطبية والقطن الطبي والعرق والكحول الصناعي والكحول الطبي بقيمة بلغت نحو 4,4 مليارات ليرة، في حين تمكّنت الوزارة من تصريف مخازين الألبسة الجاهزة والغزول القطنية والأقمشة والمناديل الورقية (محارم كنار) بقيمة تقريبية بلغت 13,2 مليار ليرة.
إقلاع 15 شركة صناعية
أما على مستوى الشركات والنهوض بها فقد سعت الوزارة إلى إعادة إقلاع نحو 15 من الشركات الصناعية التابعة لها خلال عام 2019 الحالي وفي مختلف قطاعات الصناعة بعد توقف تراوح زمنياً بين ثماني سنوات وسنة واحدة ماضية من الآن حيث تحقق في هذا السياق إقلاع كل معامل الشركة العامة للأسمدة إلى جانب إصلاح آلة الأحذية الرياضية «الأديداماس» وكذلك البدء بإنتاج البوط الفدائي في الشركة الأهلية للمنتجات المطاطية والبلاستيكية، وإصلاح قالب سدادات البلاستيك في شركة بلاستيك حلب، ناهيك عن صيانة وتشغيل الخط الثاني في معمل السويداء التابع لشركة الأحذية مع إقلاع صالة الألبسة الجاهزة بمقر الشركة السورية للغزل في محافظة حلب التابعة للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية وكذلك صيانة وإعادة تشغيل الآلات الإنتاجية في الشركة المتحدة (الخماسية)، أما شركة النايلون الجوارب فقد سجل فيها زيادة الآلات العاملة إلى 28 آلة من أصل 34 مع إصلاح آلة الكوي البخارية وقسم المصبغة وعدة آلات في قسم الساتان وآلة حياكة جوارب، في حين تم تأهيل عدد من آلات الإنتاج لرفع الطاقة الإنتاجية في شركة حلب لصناعة الكابلات.
سكر وحديد وغذاء
بالتوازي مع كل ما سبق فقد تم تجميع مكونات 2000 جرار وباستطاعات مختلفة في شركة الجرارات، إلى جانب إقلاع معمل السكر التابع للمؤسسة العامة للسكر، لتشهد شركة حديد حماة تطريق 174 طن لمصلحة مركز الدراسات والبحوث العلمية، مع الاستفادة من المعدن بنسبة أكثر من 70%، كما تم إعادة تأهيل وتشغيل الشركة والبدء بإنتاج الجلد الملون والبدء بتجهيز ورشة لخياطة الجلد في شركة الدباغة بدمشق، وكذلك إعادة إقلاع خط تجميع الشاشات في شركة سيرونيكس، في حين تم إقلاع خطي إنتاج اللبن واللبنة المعلبة بطاقة إنتاجية تتراوح بين 2 و 4 أطنان في شركة ألبان دمشق، أما الشركة العامة لتعبئة المياه فقد تم فيها تركيب آلات نفخ يدوية بوحدة عين الفيجة.
الصناعات الدوائية
وزارة الصناعة ولقناعتها بأهمية المنتج الجيد وضرورة وجوده في السوق كمرحلة أولى إلى حين اشتداد عوده وتمكّنه من المنافسة فقد سعت إلى تطوير منتجات شركاتها من خلال إضافة خطوط إنتاج جديدة فيها كحجر زاوية في بناء الانطلاقة الجديدة للوزارة عبر جهاتها التابعة، وهو أمر سعت إليه الوزارة من خلال مجموعة من الإجراءات التي شملت (بحسب الترتيب الزمني لها) افتتاح خط الشراب الجاف في شركة تاميكو في مقرّها الحالي بعد أن تم تدمير مقرها الرئيس مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الخط ينتج مختلف الأصناف من المضادات الحيوية وتبلغ طاقته الإنتاجية ما يتراوح بين 6 إلى 6,5 ملايين عبوة سنوياً، بالتوازي مع افتتاح خط إنتاج الكبسول من المضادات الحيوية الجيل الثالث وبطاقة إنتاجية قدرها حوالي 20 مليون كبسولة وبقيمة تزيد عن 500 مليون ليرة سورية، كما تم إحداث مركزين لبيع الكحول الطبي في محافظتي دمشق وحلب، وإدخال أصناف جديدة في الشركة العامة للكونسروة بدمشق كالكتشب ومنكهات الطعام في حين يتم العمل على إدخال منتجات أخرى كالحلاوة الطحينية والخشاف والفطر.
النسيج والغزول
وضمن ذات الإطار فقد عملت وزارة الصناعة على إحداث مركزين لبيع الغزل والنسيج بمحافظتي دمشق وحلب، إلى جانب إحداث مراكز إنتاجية تابعة للشركة السورية للألبسة الجاهزة في حمص ودمشق وطرطوس لتشغيل ذوي الشهداء، أما المميز فيما يتعلق بالنسيج والغزول فهو ما تم من زيادة عدد الآلات العاملة في شركة جبلة للغزل إلى 72 آلة وإصلاح مبردين اثنين وتجهيز آلات الزوي وآلتي تطبيق بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 3 أطنان يومياً بهدف زيادة الطاقات الإنتاجية في الشركة، كما تم إحداث ورشة لتصنيع الحذاء المدني في معمل أحذية مصياف وزيادة الطاقة الإنتاجية من 500 زوج يومياً1000 زوج يومياً.
رفع الطاقات الإنتاجية
وعلى صعيد الصناعات الأساسية فقد نجحت وزارة عبر أذرعها التنفيذية في إحداث مراكز لإنتاج مادة البلوك والهوردي لدى الشركات التابعة للمؤسسة العامة للإسمنت، إلى جانب ما يتم حاليا من التجهيز لإحداث وحدة إنتاجية لإنتاج الرمل الإسمنتي المستخدم في أعمال البناء والإكساء، في حين تم على مستوى صناعة الكابلات تصنيع آلة تفريغ بيتروجيلي في الشركة العامة لصناعة الكابلات بدمشق بسبب تعطل الآلة السابقة التي تزود آلة الحاقن الرئيسي بمادة البيتروجيلي، بالتوازي مع توريد آلتي جدل شعرية في شركة كابلات دمشق مما يساهم بإزالة الاختناقات بالعملية الإنتاجية ورفع الطاقة الإنتاجية للشركة.
مشاريع مجدية
آخر الأخبار الواردة من وزارة الصناعة تحدّثت عمّا يتم حالياً من دراسة لإقامة عدد من المشاريع التي تثبت جدواها الاقتصادية مثل الدهان الإسمنتي والقرميد واللاصق الإسمنتي والخرسانة الملونة.
دمشق – مازن جلال خيربك
التاريخ: الثلاثاء 16-7-2019
رقم العدد : 17025