نقرأ احيانا تقارير عن الحياة المعيشية في سورية تشعرنا بالسعادة لأننا نعيش في هذا البلد العظيم والذي رغم الحرب الارهابية العالمية التي تشن عليه منذ سنوات مازال يصنف الأرخص معاشيا حسب التقرير الصادر عن احد المواقع الالكترونية التي تعنى بالمؤشرات المعاشية حيث تقول بيانات هذا التقرير ان سورية هي أرخص 55 بالمائة من لبنان، و50 بالمائة من الاردن بالنسبة للطعام والسكن والنقل والملبس ووسائل الترفيه.
.
هذه البيانات كانت تصح في الماضي اي قبل الازمة فقد كانت سورية هي ارخص البلدان معاشيا وطبيا وتعليميا وفي كافة المجالات الاخرى بالنسبة لمواطنها ولمواطني دول الجوار وغير الجوار. اما اليوم والحرب تدخل عامها التاسع فقد اكل التضخم الاخضر واليابس واسعار الصرف في تحليق دائم واصبحت سورية فعلا هي الارخص فقط لمواطني دول الجوار اي اللبناني والأردني والعراقي عندما يأتون للسياحة أو العيش في سورية لأن رواتبهم عالية…والدليل الأعداد الكبيرة منهم لأن دخلهم في بلدانهم بالكاد يكفيهم وعندما يأتون إلى سورية يعيشون عيشة الأثرياء والسبب فرق العملة الواضح…
لكن هذا الرخص في منتجاتنا لا ينعكس على معيشتنا لأنها بالنسبة لمدخولنا تعتبر مرتفعة جداً لايقوى على شرائها إلا أصحاب الدخول العالية…
لذلك لا داعي لنقل أخبار هذه المواقع ومراكز الدراسات التي لا تعرف عن واقع الحال شيئاً والمقارنات التي تسوقها غير واقعية فعندما يكون دخل المواطن اللبناني أو العراقي أو الأردني ما يعادل المليون ليرة شهرياً فهو عندما يأتي ليسوح عندنا فتكون اللحوم رخيصة بالنسبة له والمطاعم وأطباء الأسنان والعمليات الجراحية والتجميلية ايضا، أما بالنسبة لي كمواطن سوري وبدخلي هذا أحلم أن أدخل مطعماً محترماً، فحتى المطاعم الشعبية في الربوة وغير الربوة لم تعد نستطيع الدخول اليها لأن أسعارها ارتفعت فوق مستوى دخولنا…
وهذا يعني رفع الصوت والمطالبة بتحسين المدخول لأنه كما يقول المثل /الجمل بفرنك وما في فرنك/ أسعار منتجاتنا رخيصة وغالية في نفس الوقت نعم رخيصة لغيرنا ومرتفعة بالنسبة إلينا…
فمقارنة معيشتي كمواطن سوري مع هؤلاء تكون صحيحة فقط عندما ترفع لي دخلي إلى مستوى دخولهم لأستطيع أن أتمتع برخص أسعار منتجات بلادي وببحرها وشمسها ورملها اي اكون الافضل فيها.
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027