قررت بعد ضيق الحال الذي وصل إلى مرحلة الاستسلام ورفع الراية البيضاء أن أطبق سياسة الحكومة في ترشيد الاستهلاك وضبط النفقات وضغطها…
البداية كانت (بخرجية) الأولاد… الذي خفضتها للنصف… ومن ثم للربع إلى أن قررت إلغاءها بالمطلق…
(حنق) الأولاد واضح وعدم الرضا بدا في دهاليز المنزل مع غمز ولمز…!!
ولأن الوضع ازداد سوءاً.. طلبت اجتماعاً عاجلاً لأفراد أسرتي وقررت أن الإسراف بالطعام حرام… ويجب الالتزام بالوجبات… مع تنبيه شديد اللهجة لآمر الصرف (زوجتي) بقفل (النملية)… وعدم فتحها إلا بأوقات متفق عليها…!!
جاع الأولاد… وازداد (حنقهم)… وباتت الأصوات ترتفع شيئاً فشيئاً… حتى أن ابني الصغير (طلع) على السطح وأخذ يتمتم بصوت مرتفع عن سلوكي بإدارة الأزمات… وعدم قدرتي على (إشباعهم)…
وإذا بصاحبنا (التّرّهي) يتبختر ويقف (متلصصاً) على ابني ليفهم ماذا يقول: خير يا حسين… لماذا صوتك مرتفع وعلامات عدم الرضا مع التجهم واضحة على وجهك…؟
صاح حسين بأعلى صوته حتى أن صداه وصل للقرية بكاملها: أيرضيك يا عمي (التّرّهي) أن يقوم ولي أمرك بتجويعك… والامتناع عن تأمين أدنى متطلباتك؟!
ولأن (التّرّهي) نمام… وفساد… أراد الغوص مع ابني أكثر ليعرف تفاصيل الأمور..!! هنا تدخلت و(مغمغت) الموضوع وقلت لصاحبنا (الثقيل): (صلِّ على النبي) ابني حسين سابق عمره بالفهم… ورغم صغر سنه إلا أنه يعرف الاستراتيجية… وغير راض عن الأداء الذي تمارسه الوزارات والمؤسسات العامة التي يتمحور دورها (يجب أن يكون) في تأمين متطلبات المواطن…!!
هز رأسه (التّرّهي).. وقال: فهمت عليك… فهمت عليك…؟؟
شعبان أحمد
التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027