الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
في اليومِ الثاني
بعد الألفِ
أعلنُ الرحيلَ بشغفٍ
أعلنُ الاستقالةَ منك
ومن كلّ أشيائك الصغيرةِ
من دفترِكَ الأزرق
مبعثرِ العناوين
ومن حذائِكَ البني
الذي اخترناه سوياً
وانتعلته وحدك
يومَ الرحيل
من زهرة التوليب الوردية
التي بتَّ تشنقها
رغماً عنك
على مرآتي
كل صباح
ومن كل الهدايا العبثيةِ
وزجاجاتِ العطرِ
والفساتينِ، ونشوةِ الأقداح
في اليوم الثاني
بعد الألف
أعلنُ الانتهاءَ
من ترتيبِ قمصانِكَ
حسب اللونِ
وحسب القماشِ
وحسب درجاتِ العشق
فما عاد لصوتِكَ
ذاك الحنينُ
وما عاد لغيتارِكَ
ألحانُه
ولا عاد لفوضاك
وضحكتِكَ الهستيريةِ
أيُّ رنين
في اليوم الثاني
بعد الألف
أشاطرك للمرةِ الأخيرةِ
فنجانَ الصباح
أقاسمك للمرةِ الأخيرةِ
أخبارَ الطقسِ
وأحوالَ الناسِ
وعصفَ الرياح
أسألك اليوم
وللمرةِ الأخيرةِ
أن تقرأ علي
ما يقوله برجي
فتدمع عيناك
وأبكيكَ وجعاً
سأغادر تفاصيلَه
حين يأتي المساء
في اليوم الثاني
بعد الألف
سأعلنُ الانفصالَ
سأعلنُ الرحيلَ
بعيداً عنا
عن يومياتنا المملةِ
حيث ما عاد الحبُ
سيدَ الموقف
ولا عاد الوجدُ
سيدَ الموقف
ولا عاد هناك شغفٌ
ولا تواصلٌ
ولا اتصال
فاسمي صار بين شفتيك
كلمة
واسمُكَ ما عاد له
– حين ألفظه –
طعمُ النصرِ، والفخرِ،
وفرحُ الأطفال
في اليوم الثاني
بعد الألف
أعلنُ الرحيلَ بشغفٍ
فحياتُنا باتت أرضاً بوراً
وهواؤنا بات مسموماً
وتفاصيلنا غدت مهترئةً
وأنا ما عادتُ
أطيقُ معكَ الانتظار
التاريخ: الثلاثاء23-7-2019
رقم العدد : 17031