بريطانيا.. إلى ما قبل مصدق..

 

لا يتوقع أن تخفي بريطانيا شهوتها الاستعمارية مع قدوم بوريس جونسون إلى قيادة الحكومة، جونسون كوكب استعراضي.. لن يتحول إلى نجم.. حتى لا يبدو لديه رغبة بذلك.. يريد موقع الكوكب الذي يعكس ضوء النجوم ولا ينتج ضوءاً.. نجمه هو ترامب.. قد يكون جونسون زعيم فترة مقتطعة من تاريخ بريطانيا، وقت مستقطع بسبب فشل حكومة تيريزا ماي.. بل انكماش قيادة حزب المحافطين عموماً..
للإنصاف يصح القول إنه ليس جونسون لوحده يرسم صورة التابع للنجم الأميركي عموماً.. الحالة رأيناها مع رؤساء حكومات مهمين.. مارغريت تاتشر مثلاً.. توني بلير.. وجميعهم..
يواجه بوريس جونسون اليوم.. اجترار سقوط الاحلام البريطانية في الشرق عبر الاشتباك الراهن مع الجمهورية الايرانية الاسلامية.. ولا بد له من أن يتذكر كيف نهضت ايران بقيادة مصدق في وجه دولته.. لكن الولايات المتحدة أقدمت يومها على ملء الفراغ الذي احدثته هي على البساط الفارسي.. واعادت «الشاهنشاهية» لعزها..
الحرس الثوري الايراني.. أرسلها رسالة مفتوحة إلى حكومة الكوكب وإلى النجم الذي يزوده بالضوء.. عبر الشريط المصور الذي بثه عن كيف أوقفت الناقلة البريطانية في مضيق هرمز وتمت قيادتها إلى جلسة التحقيق في إيران.. الأهم من ذلك أن يتذكر السيد جونسون أن أميركا ترامب ، لم ولن تدافع عنه.. لسببين مهمين :
الخوف من ايران.. أو بالأحرى من فكرة الحرب مع ايران..
عجز بريطانيا عن تسديد فاتورة المعركة المطلوبة.. وترامب أخبر كل التابعين.. أنه لا شيء مجاناً.. وعليهم الدفع.. !!
(معصلجة) أمورك من بدايتها يا سيد جونسون.. لكن صدقني لست وحدك من ترتبك أموره في هذا الشرق.. وبالذات حلفاء أميركا ترامب..
انتبه لحال السعودية والخليج الذي يريدونه أميركياً.. ما هي حالة دولة تدفع آلاف مليارات الدولارات ثمن أسلحة وأجور مرتزقة من الدول الشقيقة.. وتعجز عن تركيع شعب صابر مجاهد مقاتل كالشعب اليمني.. !! فتقصف تجمعاته وتحاصره من كل الجوانب.. حتى يرتفع عدد القتلى بقصفها أمس لسوق ثابت.. من عشرة إلى 14 بسبب عدد الجرحى..
هل تراهن أميركا على هكذا دولة.. مستحيل.. وترامب لا يخفي ذلك أبداً.. ليس في السعودية – برأيه – إلا المال.. ولن يدافع عنها إن وقعت الواقعة..
حتى إسرائيل.. عندما تستدعي محمد ربيع عليان وهو طفل فلسطيني في الرابعة من عمره إلى التحقيق بحثاً عن ارهابي.. هذه عصابة مأزومة..
سيد جونسون… أسوق هذه الأمثلة لك أولاً كي لا تتورط بتأثير الاحلام الاستعمارية.. وثانياً لأريحك نفسياً .
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com

التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة إيكونوميست: إسرائيل تسعى لإضعاف وتقسيم سوريا المجاعة تتفاقم في غزة.. والأمم المتحدة ترفض آلية الاحتلال لتقديم المساعدات أردوغان يجدد دعم بلاده لسوريا بهدف إرساء الاستقرار فيها خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية