مازال النظام التركي المأزوم ومن خلفه الأميركي الواهم يلاحقان سراب المنطقة الآمنة المزعومة لتحقيق أجنداتهم الاستعمارية في سورية، ورغم إعلان الطرفين عن خلافاتهما حول هذا الأمر إلا أنهما يحاولان إعادة طرح هذا السيناريو الفاشل والمناقض للقرارات الدولية، التي تدعو كل الأطراف لحل الأزمة بالطرق السلمية وعدم انتهاك السيادة السورية.
ولا شك أن منظومة العدوان، التي يتصدر رأس حربتها اليوم هذان النظامان الاستعماريان، تريد تحقيق أكثر من هدف في آن معاً من وراء هذا الطرح، وتتمثل بإعادة إنتاج أدواتهم المتطرفة وتعويض خسائرهم الاستراتيجية بعد تقدم الجيش العربي السوري في أكثر من منطقة على الخارطة السورية.
ولهذا السبب نراهما يشرعان بالنفخ في رماد منطقة السراب المذكورة، في الوقت الذي تسرب فيه واشنطن معلومات حول نيتها إنشاء مطار عسكري في الحسكة، لتنسف من جديد إدعاءاتها حول الانسحاب المزعوم من سورية.
ولعل المفارقة المثيرة للسخرية أن النظام التركي يحاول أن يتاجر بورقة اللاجئين الإنسانية حين يروج للمنطقة الآمنة، أما الأميركي فيسوق لضروراتها بعد إعادة إنتاج أكاذيبه عن انسحاب قواته الغازية، مع أن تضليلهما بات مكشوفاً للقاصي والداني، وأهدافهما المتمثلة بإنقاذ المرتزقة المأزومين أصبحت واضحة وضوح الشمس في الظهيرة.
يحاول أقطاب منظومة العدوان على سورية إذاً أن يغزلوا خيوط منطقة السراب على هوى مقاساتهم الاستعمارية دون أن يدركوا أن السوريين وجيشهم الوطني قادرون على دحر أدواتهم ومشاريعهم، وسرابهم سيبقى في مخيلتهم فقط!.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038