لم يبهرني رقم الـ 45 ألف طن من الخبز المضبوط في أحد مستودعات اللاذقية لتحويله إلى علف للحيوانات… فالجميع يدرك وعلى رأسهم «أصحاب الحل والربط» أن الخبز يستخدم علفاً للحيوانات…!! فأسعار الخبز مقارنة مع أسعار العلف تفتح شهية «المتموضعين» خلف الأبواب المغلقة لاستغلال الأزمة والمتاجرة «بلقمة» خبز المواطن….
قلت لم يبهرني الرقم كوني أدرك أن هناك آلاف الأطنان وفي محافظات شتى وللغرض نفسه…!!
مسؤول الخبز والتموين يقول إن دعم ربطة الخبز يصل إلى أكثر من 250 ل.س …!!
هنا نسأل: هل هذا الدعم يصل إلى مستحقيه الفعليين…؟! أم إنه يذهب إلى بطون الحيوانات و»خزنات» تجار الحروب…؟!
«الدعم» هذه الكلمة أو المفهوم «الفضفاض» والذي فصّل على مقاسات أصحاب الشأن والنفوذ… يجب إعادة النظر فيه… وإلغاء مفهوم «أبوية الدولة»…وأمها…وهذا يكون عبر ابتكار «طرق» وهذه لا تحتاج إلاّ لإرادة حقيقية لإعادة توزيع الدعم عبر منح قيمة عينية لكل مواطن، وتحرير الأسعار «المدعومة»…هنا المكسب يكون مضاعفاً… فمن جهة المواطن يقلل من الهدر «الفاضح» ومن جهة أخرى نتخلص من عبء تباين الأسعار بين الخبز وعلف الحيوانات….!!
المواطن يئن من وطأة تجار وضعاف نفوس استغلوا الأزمة وسرقوا أموال الدولة والشعب…
أمام هذه الحالة يتوجب العمل على التفكير بطرق أخرى لحماية المواطن… وكذلك الاقتصاد الوطني..
الخوف هنا أن تكون الشراكة لها أبعاد أخرى…!!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038