كليــــة الرياضـــــــة في اللاذقيـــــــة دون مبنـــــــى ومنشــــــــآت… المتفوقون رياضياً يشكلون 50% من المتقدمين إلى الكلية
أحدثت كلية التربية الرياضية في مدينة اللاذقية بمرسوم جمهوري عام 1995استيعابا للرياضيين ولهدف أكاديمي بحت.. فالخريجون الأكاديميون يسهمون في رفع مستوى الرياضة من خلال الدراسة الجامعية والدراسات العليا والطالب الخريج سيكون متخصصا بالتدريب أو بالإدارة والتخطيط.
«ولإلقاء الضوء على هذه الكلية وبرامجها التعليمية» التقت الثورة الدكتور وائل معوض عميد كلية التربية الرياضية باللاذقية وخريج الأكاديمية الوطنية للرياضة (صوفيا) حيث قال: إن هدف الكلية إعداد كادر من المتخصصين وتأهيلهم وتزويدهم بالعلوم النظرية والتطبيقية للعمل بمجالات الرياضة الثلاثة وهي المدارس لدعم التربية الرياضية أو بمجال التدريب بالاتحادات الرياضية.. والعمل بالمجال الإداري للأندية والمنشآت بالاتحاد الرياضي.
وأوضح د.معوض أن الكلية هي كيان علمي تأهيلي معترف به ومعتمد ضمن مؤسسات وزارة التعليم العالي يتضمن مجموعة من المواد من مختلف الكليات، فالطالب يدرس مواد طبية كما في كلية الطب وهذه المواد هي: تشريح تغذية صحة عامة إسعافات أولية إضافة إلى فيزيولوجيا وطب رياضي، وهناك مواد من كليات الآداب، والإدارة الرياضية من قسم الاقتصاد ومواد من قسم الإعلام مثل الإعلام الرياضي وتسويق رياضي وكذلك من الفيزياء مادة علم الحركة.. إضافة إلى الألعاب الرياضية بشقيها العملي والنظري ومقررات الجامعة الإلزامية، وبالتالي نلاحظ أن طالب كلية الرياضة عنده جهد إضافي من خلال المواد العلمية والعملية.
أهداف الكلية..
وأوضح د.معوض أن هدف الكلية إعداد الكوادر اللازمة والقادرة على المــشاركة في إدارة بــرامج ومناهج التربية الرياضية ونشر الثقافة البدنية والرياضية وتطويرها والعمل على حل مشكلاتها بما في ذلك إقامة دورات التأهيل والتدريب والتعليم المستمر إضافة إلى تأهيل طلبة الدراسات العليا وإرساء قواعد البحث العلمي واعتمادها أساساً لتحديث المنطلقات النظرية والعملية في مجالات التربية الرياضية ومن أهداف الكلية أيضا العمل على تحديث برامج ومناهج التدريس والتدريب بما ينسجم مع حاجات تطوير المجتمع لإعداد كادر علمي على مستوى الماجستير قادر على استخدام التكنولوجيا في المجال الرياضي.
اختيار الطلاب..
عن آلية دخول الطلاب المتقدمين للقبول بالكلية يقول د.معوض إنها مقسومة لشقين؛ فالطالب المتقدم يخضع لفحص طبي ولياقة بدنية، وهي عبارة عن مجموعة تمرينات وذلك لضمان عدم وجود مشكلة تعيق ممارسته للرياضة، ومن ثم يخضع الطلاب الذين نجحوا في الاختبار إلى المفاضلة التي يحددها المجموع العام في الثانوية من الأعلى للأدنى.
وعن كيفية قبول المتفوقين رياضيا لفت د.معوض إلى أنه يتم وضع معايير سنوية من مجلس التعليم العالي والاتحاد الرياضي العام وبناء على هذه المعايير تمنح شهادة خاصة اسمها «شهادة خاصة بالتقدم للكلية الرياضية» ويشكلون 50% من أعداد الطلاب المتقدمين والحائزين على الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، إضافة إلى أنه هناك نسبة معينة لأبناء الشهداء والطلاب المتقدمين للموازي وأيضاً لهؤلاء مفاضلة خاصة بهم، ويتم تبرير غياب الطلاب الرياضيين عن الدوام بالكلية والمكلفين بمهام وطنية بإذن من رئيس الاتحاد الرياضي العام وبناء على مرسوم رئاسي خاص بالرياضيين.
أقسام الكلية..
أشار د.معوض إلى أن كلية الرياضة تضم «806» طلاب خلال الأربع سنوات إضافة إلى ثلاثة أقسام.. قسم التدريب الرياضي وقسم المناهج وأصول التدريس وقسم التخطيط.. وبالنسبة للهيئة التدريسية فهم حائزون على شهادة الدكتوراه من دول عربية وأجنبية وهناك 51 طالب دكتوراه وماجستير، وفي الكلية الخريج الحائز المرتبة الأولى يتم تعيينه معيداً وإيفاده للحصول على شهادة الدكتوراه ليصبح عضو هيئة تدريسية.
وعن آلية ترشيح الطلاب لبعثات خارجية والعلاقة مع الاتحاد الرياضي والوزارات الأخرى يقول الدكتور معوض.. الطلاب لا يتم ترشيحهم لبعثات خارجية هناك فقط المعيدون الذين يتم إيفادهم للدراسات العليا خارج القطر في حال كان هناك بعثات.
الأسبوع الرياضي..
يقول د.معوض إن الأسبوع الرياضي الذي تقيمه كلية التربية الرياضية في كل عام بالتعاون مع جامعة تشرين وبعض الأندية وبكوني عضو مكتب تنفيذي واختصاصي مهرجانات فعملت على فكرة الأسبوع الرياضي إيمانا مني بمؤسستي.. ويتضمن حفل الافتتاح في جامعة تشرين فقرات وعروضا رياضية ومؤتمرا علميا يتضمن محاضرات حول العلوم الرياضية وندوات حوارية مع مؤسسات ذات صلة بالرياضة وهذا تقليد سنوي منذ تسع سنوات.
صعوبات ومقترحات..
وعن الصعوبات التي تعترض عمل الكلية والمقترحات لحلها فيقول:
تعترض عملنا عدم وجود المنشآت ومبنى خاص للكلية لأننا نعاني من مشكلة التنقل بين الكلية والمدينة الرياضية.
وعندما تكون الكلية ضمن المدينة الرياضية يتم التدريب على العملي والنظري بمكان واحد مما يؤثر إيجابا على الطلاب لأن وجود الطلاب حالياً يكون فقط ضمن فترة المحاضرات وعندما تتوافر المنشآت الخاصة فإن الطالب سيستغل وقته خارج أوقات الدوام بسهولة في التدريب وسينعكس ذلك عليه بشكل جيد.. كما نعاني من ضيق المكان في الكلية.
تسهيلات بعد التخرج..
ويؤكد عميد كلية الرياضة أن الكلية هي عبارة عن مجمع علمي كامل ولخريج الكلية مجالات عمل كبيرة في المدارس وموظفين في جامعة تشرين والأندية كالتدريب على الآيروبيك الجمباز إعداد بدني ولياقة بدنية إضافة للمدارس الصيفية للأطفال وتعليمهم السباحة كرة القدم والطائرة.. وندعو الاتحادات دائماً لتقديم التسهيلات للطلاب الخريجين للتوظيف أو فسح المجال لهم بفتح بيوت رياضية تساهم في خدمة المجتمع الرياضي السوري.
أحمد رمضان أستاذ في كلية الرياضة، ولاعب في منتخب سورية بألعاب القوى قال إن ما يميز كلية الرياضة عن باقي الكليات أنها من جميع النواحي تجمع عدة أنشطة رياضية ما يجعلها ترفيهية لأكثر الطلاب وفيها يتميز الطالب الرياضي عن العادي، وغير ذلك فهي تصقل الطلاب من جميع النواحي بحيث يصبح لديهم فكرة عن جميع الرياضات وقوانينها.. وبين رمضان بأنه اختار مجال التدريب في الكلية ويقوم حاليا بالتحضير لشهادة الماجستير.
ربط الطموح بالواقع
يقول: بالبداية كنا نظن أن كلية الرياضة تعني لعب كرة قدم وسلة وجري وغيرها من الألعاب الرياضية. لكن عندما أصبحنا طلابا فيها اكتشفنا التنوع في موادها العلمية والرياضية التي تحتاج لبذل الجهد في المواد العملية والنظرية.. وأصعب شيء يواجهنا هو الدوام الطويل والتشديد بموضوع الغياب وبحال الغياب تكون العقوبة الحرمان من تقديم الامتحان.
ويضيف ناصر.. كوني إعلامي كلية الرياضة فإن دراستي فيها ستقدم لي الفائدة بعملي بالإعلام الرياضي بعد التخريج من خلال المعرفة الكبيرة التي اكتسبتها خلال دراستي بكلية التربية الرياضية.
ريتا ديب طالبة سنة أولى تقول إنها دخلت كلية الرياضة عن رغبة وتطمح أن تصبح مدربة رياضة كي تساهم في تطوير مادة التربية الرياضية في المدارس وإعطاء حصة الرياضة حقها واكتشاف الطلاب الرياضيين والعمل على صقل مواهبهم وتدريبهم على الألعاب التي يبدعون فيها وفسح المجال أمامهم ليكونوا أبطالا رياضيين.
وتضيف غزل ضرغام قائلة..اخترت كلية الرياضة عن رغبة لكن الدراسة فيها لم تكن كما تخيلت بسبب بعض الصعوبات التي لاقيناها أنا وزملائي من خلال المعاناة بالوصول من جبلة إلى المدينة الرياضية في اللاذقية والعودة مساء عدا الصعوبة في بعض التدريبات والإصابات التي قد نتعرض لها خلال التمرين..
وتوافقها الرأي نور الدويري سنة ثانية التي تحدثت عن صعوبة التنقل من المدينة إلى الكلية وعدم تخصيص سكن لهم في المدينة الجامعية.. أما زينة أسعد وهي لاعبة نادي جبلة الرياضي وبمنتخب سورية والحائزة بطولة الجمهوريه عام 2014 تقول: شاركت بعدة بطولات داخلية وخارجية كبطولة العالم في اليابان ودول أخرى عربية وأجنبية.. دخلت الكلية كوني رياضية ولأن الرياضة شغفي ومستقبلي وأطمح أن أترك بصمة في المجتمع الرياضي النسوي.
كلمة أخيرة..
في كلية الرياضة يسعون إلى تطوير مجالات التربية البدنية والرياضية على مستوى التعليم والتدريب والتميز في مجالات إعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة في علوم التربية البدنية والرياضية والارتقاء بالبحث العلمي في مجال التربية الرياضية وتقديم خدمة مجتمعية مميزة لكسب ثقة المجتمع بخريجيها وفقاً لمتطلبات سوق العمل على المستوى الداخلي والخارجي.
ابتسام هيفا
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039