أهالي الغوطة الشرقية: بفضل تضحياتهم نعيش نعيم الأمان والاستقرار

 

 

على درب المليحة المعمد بدماء الشهداء والواصل بين دمشق ووسط وأقصى شرق الغوطة الشرقية يمضي أهالي الغوطة.. يضيء الأمان وجوههم مقبلين على الحياة تحت راية العلم العربي السوري.
في ذكرى عيد الجيش العربي السوري تنهمر الكلمات امتنانا وكبرياء ويطيب الحديث عن الانتصار والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتنعم الغوطة بزوارها كما باقي بقاع الوطن.
تقول سوسن وابتسامة ترقص على شفتيها في طريق عودتها من عملها في شركة النايلون والجوارب بالمليحة.. هذا الطريق كان محفوفا بالمخاطر.. تعرضت حياتنا للخطر عدة مرات.. والآن نعيش كل يوم إحساسا جديدا بالأمان نندفع معه بالقول لأبطال الجيش في عيدهم كل عام وأنتم بخير ونشد على سواعدهم لتحرير كل شبر من أرضنا الغالية.. والى جوارها زميلة لها تستقل الحافلة تقاطعها بافتخار.. «نحن رديف للجيش.. لم ننقطع عن العمل رغم انتشار الإرهابيين في المحيط.. كنا واثقين من انتصار جيشنا».. تعلو أصوات العاملات.. «الله محيي الجيش» وعلامات الحبور على وجوه الجميع بينما الحافلة تمضي باتجاه دمشق.
حسناء موظفة في شركة كونسرة دمشق تقول: عيدهم عيدنا.. أشقائي وأولادي بالجيش.. الله يحميهم ويرجعهم سالمين غانمين لأهاليهم، بينما تتذكر كاترين عموري العاملة في شركة الخيوط والنايلون الأيام الصعبة في ظل الإرهاب تقول بانفعال شديد وهي التي أصرت على المشاركة بهذه المناسبة العظيمة: «عانينا كثيرا.. والفضل للجيش ضحوا من أجل الجميع حتى يعود الأمان.. كلنا عنا عساكر بالجيش كلهم من قلوبنا نحييهم ونبارك لهم في عيدهم» كذلك حيدر سلمان العامل في الشركة ذاتها والمتحدر من محافظة القنيطرة يتذكر كيف هاجم الإرهابيون المعمل أكثر من مرة وأنهم صمدوا مستلهمين القوة من أبطال الجيش ويقول مفاخرا: «أنا عندي أخ شهيد».
أنا من سقبا يعرف أيمن عن نفسه من خلف مقود سيارته «أدخل وأخرج بشكل يومي.. هويتي بجيبي لا يطلبها مني أحد.. كلما سلكت هذا الطريق أبتهل بالدعاء لرجال الجيش.. أعادوا لنا نعيم الأمان .. رجعونا لبيوتنا.. نحن في الغوطة ممتنون لهم ونشد على أيديهم.
يصطحب صفائي الصغير عائلته قادما من حي القابون الدمشقي قاصدا مزرعته في بلدة زبدين لقضاء بقية النهار مع زوجته وطفليه يقول: رايحين نشم الهوا ونسبح، موجها التحية لرجال الجيش العربي السوري في عيدهم بينما محمد إبراهيم المتوجه إلى بلدة جربا في عمق القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية يقول: بفضل تضحيات الجيش رجعت الغوطة منطقة الأمان وإن شاء الله كل سورية .. نرفع لهم التحية والسلام على أرواح الشهداء.
يشعر هشام الدالاتي وهو يقود سيارته باتجاه زبدين حيث يملك منزلا بالامتنان الكبير لرجال الجيش وتضحياتهم الجسام يقول: فضلهم علينا كبير.. وتضحياتهم لن ننساها وإن كنا لن نقدر على رد جميل دماء الشهداء التي روت الغوطة، داعيا كل من ترك الغوطة تحت سطوة الإرهاب بالعودة لأنها عادت كما كانت واحة أمان وخير وبركة.
يجلس الشاب محمود عبد العال إلى جوار صديقه في السيارة سالكين طريق المليحة إلى مسبح الجيلاني يقول: قبل عام ونصف العام كانت طرقات الغوطة مغلقة وبفضل تضحيات الجيش وتحرير الغوطة من الإرهاب استعادت حيويتها ورجعنا نزور الغوطة .. الله يرحم شهداء الجيش وينصر أبطاله ويحفظ عزهم.
يخيم الهدوء على مدينة المليحة في وقت الظهيرة.. حركة سلسة لحافلات الركاب تقلهم من وإلى دمشق.. أصحاب مهن يزاولون أعمالهم.. من أحد الأحياء تخرج منى الدنى بخطا واثقة لاستقبالنا على مدخل البناء حيث تسكن تكشف باعتزاز أنها ام شهيد تقول بحماسة.. «أنا أم الشهيد العسكري محمد الديراني.. الحمد لله أكرمني باستشهاد ابني لانضم إلى صفوف أمهات الشهداء» وتضيف عندما ينادونني أم الشهيد أشعر بإحساس عظيم أنا من ربت فلذة كبدها حتى صار شابا وقدمته للوطن .. وفي عيد الجيش يجب أن نتذكر أننا لولا تضحيات رجاله لم نكن موجودين.
محمد زينة عضو لجنة أحد أحياء المليحة يقول: عانينا من الإرهاب لذلك نشعر أننا وكل أهل الغوطة مدينون لرجال الجيش .. الكثير من المهجرين رجعوا لبيوتهم .. الله يحمي الجيش وإن شاء الله النصر قريب.
يشرع سليم بائع لحم في محله على ناصية أحد شوارع المليحة في تلبية طلبات زبائنه وبينما ينهمك بفرم قطع اللحم يتجاذب أطراف الحديث مع جاره أبو خالد يقول الرجل السبعيني مبتسما وقد جال بنظرة على الموجودين «تفضلوا الغدا عندي» ويضيف أبو خالد الذي لم يغادر بلدته متحديا الإرهابيين.. «رجال الجيش هم الخير والأمان.. الله ينصرهم ويحميهم» يشاركه الرأي بائع اللحم قائلا.. «صارت المليحة مصانة.. ما في أحلى منها».
في محل سمانة تزدحم على رفوفه كل أنواع المواد الغذائية يتنقل عبد الله زينة ملبيا طلبات الزبائن من تحويل وحدات إلى بيع زجاجات عصائر باردة يقول.. «الحمد لله الشغل جيد.. الأمور بالمليحة عادت إلى مجاريها مع حركة السرافيس.. والمهجرون يرجعون على دفعات بفضل شباب الجيش الذين ضحوا لأجل المليحة والغوطة التي تبارك لهم في عيدهم انتصاراتهم على كل الجبهات».
في مدخل المليحة يمسك أحمد عبد الحي خرطوم المياه منشغلا بتنظيف رصيف أحد الأبنية السكنية ويقول الرجل الخمسيني: «نحن ورجال الجيش جيران» بالإشارة إلى حاجز أمني على مدخل المدينة.. «الإرهابيون دخلوا علينا وخربوا البلد .. لكن بهمة الجيش الحمد الله تحررت ورجع لها الأمان» ثم يضيف وكأنه تذكر شيئا مهما.. «عندي ولدان بالجيش.. كل عام وجيشنا بخير».

سانا- الثورة
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية