ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: لا يخلو التواتر في الحديث عما يتم اكتشافه من تفاصيل الإرهاب الكوني الذي تتعرض له سورية.. تمويلاً وتسليحاً وتدريباً واحتضاناً.. أو الادعاء بالاكتشاف، لا يخلو من دلالة مهمة في سياق التطورات والأحداث الجارية
بالتزامن مع تصعيد غير مسبوق في أجندات الإرهاب، ليس لجهة القرينة التي يقدمها، رغم ما تنطوي عليه، بل أيضا في الرسالة التي يريد الغرب العمل عليها مرحلياً.
فالواضح أن سيل التفاصيل الذي تتهافت عليه الصحافة الغربية يشي بما خلف الستار من إضافات تعمل وكالات الحرب الكونية على تسويقها في الوقت المتبقي افتراضياً، بحكم القناعة المتزايدة، بأن ما حصل خلال عامين لم يحقق ما يمكن الاعتماد عليه لإحضار الحل السياسي على طاولة النقاش.
لذلك لم يكن من العبث أن تتلاقى الشواهد.. وأن تتقاطع الأدلة دفعة واحدة، وقد تراكمت أمام أعين الجميع بما يكفي على مدى سنتين ونيف، وإذا كان ما بان منها ليس أكثر من عينة متواضعة مما هو متاح وممكن، فإن التزامن في استعراض الاكتشافات الغربية أو تسويقها يطرح الكثير من الأسئلة، ويرسم العديد من علامات التعجب.
كما أنه ليس من باب المصادفة أن يستمر نفاق الغرب بالتزامن مع القرائن، فيكتشف ظهوراً متزايداً للسلاح الكرواتي في أيدي الإرهابيين، وهو القادم بمال خليجي، سبق للدوائر الغربية أن أكدته، وتستنتج مراكز بحوثه بأن الإرهابيين الذي يقاتلون به يمتلكون خبرة بريطانية، لا تمتلكها سواها من الاستخبارات في المنطقة وأن يسهب إعلامه في الحديث عن المعسكرات التي دربتهم في الجوار العربي والإقليمي تارة بإشراف ومشاركة المخابرات الفرنسية، وتارة عبر الاستخبارات الأميركية وأدواتها في المنطقة العربية.
من الواضح أنه قد تتشعب الشواهد في لحظة ما، لكنها في المحصلة النهائية تقود إلى المسار ذاته، حتى لو تأخرت في تقاطعاتها لبعض الوقت، أو تباينت في النقاط التي تلتقي حولها عند جزء من التفاصيل.
فكثير من تلك الشواهد لم يكن يحتاج إلى دليل مادي، وكان بليغا بما يكفي حين جاء فاضحاً في الموقف والدور أو التصريح، لكن بعضها حين يقترن بالحجة يصبح دامغا، ويقتضي التوقف عنده والاستدلال من خلاله لقراءة ما يقف خلفه من حسابات مرحلية أو استراتيجية تتأثر بجزئيات الحدث، وتطور صراع الإرادات في المشهد الدولي.
غير أن القرائن عندما تتطابق البصمات فيها من أصقاع الدنيا لتقول بالفم الملآن هذا نتاج الحرب الكونية المتعددة الأصناف والمستويات والأشكال، فإن لعبة توزيع الأدوار تسليحاً وتمويلاً وخبرات حرب ببصمات غربية تبدو فاضحة، بل ومربكة حتى لأصحابها، وتصبح الشواهد والقرائن الدالة على الإرهاب متحركة من داخله.
السوريون لمسوا كل ذلك السعير الغربي وكالة وأصالة.. وواجهوا الإرهاب الناتج عنه، وخاضوا معركة المجابهة معه، ولم يكن بينهم من ينتظر أن تظهر الأدلة والقرائن حتى يستدلوا على شكل الإرهاب وغايته وهدفه ودوره، ولا أن تفضح الخبرات التي يحارب بها الإرهاب حتى يتعرفوا على من يقف خلفه، ومن في صفه، وحتى من معه، ولا أن يقدم سلاح الإرهاب الحجة على من يموله، ولا أن تؤكد معسكرات التدريب القرينة على من يصدّره ليقتل فيه السوري.
بعد هذا وذاك، وسواء اكتفى الغرب بما في جعبته حتى الآن من نفاق، أم أضاف إليه المزيد في الشكل والمضمون، فإن يقين السوريين يزداد وتصميمهم يكبر بأن صمتهم ليس قدراً، وأن صبرهم ليس قضاء لا مفر منه، ولحظة الحقيقة جاءت ليعلو الصوت، ويتنحى الصبر جانباً، لتصفية ما تبقى من حسابات المواجهة مع الإرهاب بجبهاته المتعددة.. القاعدة منها والنصرة وأخواتها وبناتها وبنات جاراتها، ونماذجه المختلفة سواء كان بخبرة بريطانية وفرنسية أو أميركية، أو بأدواتها في المنطقة من مشيخات الخليج إلى الباب الواطي، مروراً بالمتورطين صمتا أو تواطؤاً، مثلما حان الوقت لوضع النقاط على الحروف لحسم ما تأخر وما تقدم من فصول حرب كونية، يتساوى فيها المرتزقة ومشغلوهم والأدوات ومستخدموها.
a.ka667@yahoo.com