الخس من أقدم النباتات التي عرفها الانسان، فقد وجدت رسومه على جدران مقابر قدماء المصريين، كما وجدت له نقوش كثيرة، منها نقش صورة إله الخصب والتناسل المشهور في الأقصر، وقد تكدست تحت قدميه أكوام من الخس… وقد ذكر الخس في بردية ((ايبرز)) الطبية في ثلاث عشرة وصفة علاجية.. وكان الرومان يكثرون من أكله في ولائمهم الضخمة ليساعدهم على الهضم..
وقال أبو بكر الرازي عن الخس: إنه يقطع العطش ويصلح الكبد ويمنع القيء.. وقال عنه ابن سينا: إنه سريع الهضم، فاتح للشهية، مدر للبول ينفع أكله في علاج اليرقان.
للخس فوائد غذائية كبيرة، وأخرى علاجية أكثر أهمية، أكدتها العديد من الدراسات العلمية، وفي جميع كتب الطب الشعبي من مختلف الحضارات.. حيث يشكل عنصراً دوائياً أساسياً في وصفات حكماء الطب القديم..
وأكدت الأبحاث الحديثة أن الخس من أهم المصادر الغنية بحمض الفوليك، والذي يقي من مرض الزهايمر، فضلاً عن احتوائه على الآلياف الغذائية المفيدة للأمعاء، كما أن أوراقه الخضراء داكنة اللون غنية بمادة ((بيتاكاروتين))المقاومة للتأكسد، كما يعد من الخضراوات الغنية بالماء والعناصر المعدنية، وأهمها: الكالسيوم والفوسفور والحديد، ولهذا يعد مفيداً للصغار والكبار، فهو يقيهم من الإصابة بهشاشة العظام، ويحافظ على أسنانهم، كما يقي من الإمساك ويرطب الجسم، ويقي من تشكل الحصى البولية، ويهدئ الأعصاب، ويساعد على النوم ويمنح البشرة المزيد من النقاء.
ونظراً لاحتواء الخس على فيتامين هـ، فقد أكدت أبحاث علمية حديثة بأنه علاج فعال لأمراض التناسل، كما أنه مهدئ للأعصاب لاحتوائه على مادة اللاكتوكاريوم.
وأوضحت الأبحاث أيضاً أن للخس تأثيراً قوياً على امتصاص الروائح الكريهة لاحتوائه على مادة الكلوروفيل، التي تمتص الروائح ولذلك يستخدم مباشرة بعد أكل الثوم والبصل للتخلص من رائحتيهما الكريهتين.
د. محمد منير ابو شعر
التاريخ: السبت 10-8-2019
الرقم: 17046