هل كانت استقالة اتحاد كرة القدم مفاجئة أم متوقعة؟!والتساؤل ليس من منظار الضرورة الحتمية التي فرضتها الوقائع, أو عدم وجود أسباب قاهرة وأحداث جليلة, كما يرى أصحاب الرؤية الرمادية الذين يمسكون العصا من منتصفها؟!
في الحقيقة كسرت الاستقالة جمود الذهن الذي توقف عند اعتبار المنصب تكليفاً لا تشريفاً, ومهمة وطنية لا شخصية وليس من الوارد أو المطروح للنقاش الاعتذار عنها أو طلب الاعفاء من تبعاتها وتداعياتها, لأن ذلك يعني الهروب أو التهرب من المسؤولية وتهاوناً بالثقة المعطاة من الأعلى, وليس من قاعدة الهرم والناخبين!! فهل امتلك رئيس وأعضاء الاتحاد المستقيلون ناصية المنطق عندما تحلوا بالشجاعة والاقدام على الاستقالة المبررة بسوء نتائج المنتخب الأول في الاستحقاقات الرسمية والدورات الودية والمباريات الاحتكاكية, ثم في بطولة اتحاد غرب آسيا التاسعة والخسارة الكارثة أمام المنتخب اللبناني الشقيق؟!
طبعاً لن تتأذى كرتنا من هذه الاستقالة ولن يلحق بها أي ضرر, لأنها في الأصل ترسف في قيود الانحدار والتراجع, وتسجل مستويات قياسية في سرعتهما, ولن يكون الاتحاد القادم بعد الانتخابات قادراً على اجتراح المعجزات واحداث تغيير جذري لأنه الوريث الشرعي لتلك الذهنية التي تتحكم بمفاصل الرياضة ككل وليس كرة القدم فحسب, وريما نرى وجوهاً جديدة واشخاصاً غير اعتياديين وبعض السلوكيات البراقة, لكن النهج لن يرقى إليه التغيير, والعقلية لن ينال منها التطوير…وربما حققت منتخباتنا خرقاً في مفهوم التقهقر, بيد أنه لن يكون أكثر من ومضة أو طفرة, والأدلة التاريخية أكثر من أن تحصى.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047