«قسد» تحترق على هامش الأطماع.. و«الآمنة» سراب الواهمين… لعب أميركي تركي في وقت إرهابي ضائع.. ورهانات تعطيل التحرير عبثية
يبدو ان محور العدوان التركي الاميركي على سورية لم يعد يستطيع ان يقرأ الواقع الميداني جيداً عقب النجاحات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري في ادلب، ولا يدرك ان كل مشاريعه الاستعمارية على الارض السورية قد ولت الى غير رجعة ومازال يعزف على وتر خيباته التي رماها مجدداً في الجزيرة السورية عقب مساع مفلسة يخطط لها هذا المحور المأزوم لتحقيق وهم «المنطقة الآمنة» المزعومة.
ففي اشارة جديدة الى حالة الافلاس التي اصابت محور العدوان على سورية وعلى رأسهم الاميركي والتركي واداتهم الارهابية «قسد» أعلنت ميليشيا «قسد» أنها بدأت بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من مرتزقتها والأسلحة الثقيلة، التزاما منها بما تسمى «التفاهمات الثلاثية».
وأصدرت ما تسمى الإدارة الذاتية التابعة لـ»قسد» بياناً زعمت فيه انه وفي إطار ما تسمى التفاهمات الثلاثية بين «قسد» والولايات المتحدة وتركيا فيما يخص ما زعمت انه أمن الحدود مع تركيا، وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في 24 من الشهر الجاري، تم البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة رأس العين، مشيرة الى أنها قامت بتنفيذ نفس الخطوات كذلك في منطقة تل أبيض.
واشارت مصادر مطلعة الى ان هذه الخطوة جاءت نتيجة اوامر اميركية لميليشيا «قسد» بالانسحاب ونتيجة توافق اميركي تركي على ذلك ورضوخ «قسد» لتهديدات اردوغان وفي اطار مساعي اميركية تركية مفلسة لتحقيق وهم «المنطة الآمنة» بعد الضربات الموجعة التي تلقوها هم ومرتزقتهم من «النصرة» وغيرهم من التنظيمات الارهابية في ادلب.
وتأتي هذه الخطوة المشبوهة عقب تهديدات تركية جاءت على لسان رئيس النظام التركي رجب أردوغان، بأن دخول قواته المحتلة إلى مناطق سيطرة «قسد» في الجزيرة السورية من المتوقع أن يكون في وقت قريب جداً.
بالتوازي لفت مراقبون الى ان ما تسمى وحدات «حماية الشعب» وميليشيا «قسد» يسعون لإخلاء الشريط على الحدود مع تركيا، وأن عمق الشريط سيتراوح بين 5 و14 كلم، وفقا لما تم الاتفاق عليه بين تركيا والولايات المتحدة، وأن الشريط سيشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس بلدات أو قرى.
ونوه المراقبون الى انه قبل أسابيع، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق حول إنشاء ما تسمى «منطقة آمنة» مزعومة على الحدود بين سورية وتركيا.
يذكر أن العديد من متزعمي «قسد» خلال فترة المحادثات بين أميركا وتركيا شددوا على عدم ثقتهم بأميركا، لافتين إلى ضرورة إجراء المحادثات مع الدولة السورية، حيث أكد بعضهم أن الحل الوحيد لحمايتهم في الجزيرة هو التواصل مع الدولة السورية.
هذه الخطوة التي تشير الى قرب انتهاء دور ميليشيا «قسد» وتخلي الاميركي عنها قريباً جاءت وسط حالة من السخط والغضب لدى المدنيين ضمن مناطق سيطرة ميليشيا «قسد» المدعومة أميركياً بسبب حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المناطق التي تسيطر عليها، ومع ارتفاع منسوب المطالب الشعبية بطردهم وخروجهم من مناطق سيطرتهم، حيث أصيب 6 أشخاص بجروح نتيجة انفجار دراجة نارية مفخخة وسط مدينة الشدادي الخاضعة لسيطرة ميليشيا «قسد» في ريف الحسكة الجنوبي.
ويأتي ذلك بعد ساعات من انفجار سيارة مفخخة في مدينة الطبقة الخاضعة أيضاً لسيطرة ميليشيا «قسد» في غربي محافظة الرقة، ما أودى بحياة مدنيين وإصابة آخرين.
وترى مصادر اهلية في المنطقة بأن الولايات المتحدة تسهل قيام تنظيم «داعش» بتلك التفجيرات بهدف تبرير وجودها العسكري في تلك المناطق تحت مسمى محاربة التنظيم الارهابي.
المساعي هذه التي تدل على افلاس واشنطن وادواتها الارهابية من «قسد» وغيرها ، وتشير الى محاولات مفلسة من قبل رئيس النظام التركي المأزوم لتحقيق وهم «المنطقة الآمنة» الذي يظن انه سيحفظ من خلاله ماء وجهه عقب الخيبات والصفعات التي تلقاها في ادلب، جاءت في وقت يواصل فيه الجيش العربي السوري سلسلة انتصاراته وينجح باحباط المزيد من هجمات مرتزقة اردوغان المهزومين في ادلب، في هذا السياق فجّر الجيش العربي السوري عربتين مفخختين وبداخلهما انتحاريون قام تنظيم «القاعدة» الارهابي بإرسالهما نحو النقاط العسكرية على محور ريف إدلب الشرقي.
ونقلت مصادر اعلامية عن شن ارهابيي «أجناد القوقاز» و»حراس الدين» هجوما عنيفا على محاور تل مرق وشم الهوى والجدوعية والسلومية جنوب (أبو الظهور) في ريف إدلب الشرقي.
واشارت المصادر الى اشتباكات عنيفة دارت بين قوات من الجيش العربي السوري وارهابيين في محيط خان شيخون بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الارهابيين، في محاولة مفلسة من قبل الارهابيين لاستعادة المناطق التي خسروها مؤخرا.
في المقابل اكد مصدر عسكري في ريف إدلب إحباط الجيش العربي السوري لهجوم ارهابي شنته المجموعات الإرهابية بقيادة «جبهة النصرة» على نقاط عسكرية بمحور أبو دالي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 28-8-2019
رقم العدد : 17058