يولد الطفل ليتعرف على الألوان من حوله بطريقة مشوقة.. وتزيد محبته للعبث بالألوان قبل أن يمسك القلم.. فيبدأ بالرسم والخربشة متى استطاع التحكم بالقلم.. لذا يظهر الاهتمام الأول للطفل ليكتمل اما بلوحات فنية رائعة بعد عناية.. أو بفراغ لا يشكل اي شيء سوى اضاعة الوقت واللعب العشوائي.. لذا كان من الواجب خلق الاهتمام لديه والتوجيه المناسب له متى سنحت له الفرصة..
هذا ما عملت به الفنانة التشكيلية رويدة عبد الحميد التي أطلقت معرضها الأول للأطفال في مرسمها «أفروديت» وتحت عنوان /سوا أحلى/.. بمشاركة /16/طالبا وطالبة في صالة المعارض في طرطوس القديمة وبـ/71/ عملا متميزا لأطفال عطر الابداع أناملهم الصّغيرة..
وأكدت الفنانة رويدة أن هذا المعرض هو الأول للأطفال في المرسم وقد تعددت لوحاتهم وألوانهم بفصول اربعة شكلت ابداعات متميزة من أيدٍ صغيرة قادرة على اجتياز خطوات ابداعية متميزة دوما.. وتتابع بقولها: بداية التعليم لم يكن يوما ضمن مسيرتي الفنية ولكن محبة الطلاب ورغبة الاهالي في تعليم ابنائهم كانت كبيرة فأصبحت الرغبة لي اكبر للولوج الى هذا العالم.. والاهم كان ومازال هو تعاون الاهالي ومتابعتهم بشكل كامل, فرغم الازمة مازلنا مقبلين على الحياة بكل أشكالها وهذا يشكل اولى خطوات النجاح..
وبالتالي أقوم في المرسم بتقديم كافة الاهتمامات للأطفال وتعريفهم بكافة خامات الرسم والادوات ضمن توجيه كامل لاختيار الالوان والرسومات التي يحددها مستواه..
وتبقى مهمتنا في التعليم والتأسيس للمواهب الفطرية ولخلق العمل الابداعي.. حيث نركز على اهم هدف وهو كيف يرى الشكل الصحيح المتناسب لانسجام اللوحة بشكل كامل..
بين 6 و16 سنة
أما بالنسبة للمشاركين في هذا المعرض «من عمر 6 سنوات حتى عمر 16 سنة» وهي مشاركات متنوعة ما بين طبيعة صامتة،مناظر طبيعية، بورتريه، زخرفة.. كما انضم الخشب والقماش الى الورق اما الالوان فتنوعت ما بين الخشب, الزيتي، الباستيل,الغواش, الاكريليك، الزيتي والفحم.
ويبقى الهدف الاول والأساسي من تبني المواهب هو التوجه لهذا العالم الجميل والتعبير الدائم عن الانفعالات المكنونة التي من الواجب اخراجها في زمن خضعت جميع الظروف للحرب..
وهنا يمكن ان نقف.. لأن كل الأجيال لديها القدرة على الابداع وبجميع الظروف..
والرسم يشكل خطوة باتجاه تعليم الطفل لحل جميع مشاكله عن طريق التحليل والتركيب ودراسة الأبعاد..
وفي النهاية يبقى الفن رسالة هدفها الاول والاخير اخراج الجمال في كل الأشياء من حولنا..
وتضيف بقولها: أحرص على النجاح دوما.. فقدرات الأطفال كبيرة ويجب عدم الاستهانة بها مهما كانت الظروف..
الأطفال المشاركون
كما عبر الاطفال المشاركون عن رسوماتهم والغاية منها إظهار جمالية الألوان المتداخلة وما تضيفه من إبداع وهدوء.. ومحاكاة البيئة والطبيعة.. وتجسيد للمشاعر والأحاسيس الحقيقية عبر البورتريه أو الاشارة الرمزية التي اضفاها احد الأطفال لمن يراها حيث يبرز في إحداها أهمية العلم ودوره في حياتنا مشبها العلم بالشمعة التي تنير.. بالإضافة الى لوحات أخرى تحدثت عن حقوق الطفل.. واعتبروا المعرض فقرة تفرغ كل المكنونات وتوصل جميع الرسائل التي يريدونها..
يذكر أن الفنانة رويدة هي من رواد المدرسة الانطباعية والتعبيرية بعد ان اتقنت الرسم بعدة مدارس.. افتتحت معرضها الاول عام / 2012/ في ثقافي طرطوس فكانت أول تجربة بالمنمنمات شاركت بعدها بعدة معارض فردية وجماعية ضمن سورية وخارجها.. حيث تنوع بين الواقعي والانطباعي والتعبيري فكان لها /6/معارض فردية والكثير من المشاركة في المعارض الجماعية لمسيرة 15/ سنة /من الفن والرسم..
شاركت بمعارض خارج سورية في دبي.. بيروت.. العراق..
لفتت الى ضرورة ايلاء اهتمام اكبر الى الفنان الذي يتكفل بكامل مسؤولية الفن عند السفر واقامة المعارض هذا ان سمح له بالسفر.. مع العلم ان الفنان السوري اصبح فنانا عالميا بإبداعاته..
في الختام
يمكننا القول: على الرغم من أن مهارة الرسم أمر فطري يولد لجميع الأطفال.. إلا أنها تعتمد على الجهد والتوجيه لبناء ذائقة الأطفال الفنية ودفعهم الى عالم الابداع والجمال.. كما أن دراسة الفنون في المدارس تقدم مفتاحا للولوج الى هذا العالم.. لكنها عادة ما تكون بحصص قصيرة تتحول الى حصص للتسلية والمرح في أغلبها دون اهتمام مثلها كأي اختصاص يشكل مهارات ضمن مؤسسة ثقافية واسعة لذا يسعى المهتمون دوما للبحث عن فنان متخصص لتنمية المهارات أو الانضمام الى ورشات عمل فنية لتعلم تقنيات الفن المتعددة وخاماته الواسعة..
ولهذا نتمنى الاهتمام اللازم من الجهات المعنية ليرقى هذا العلم إلى مستويات متقدمة يقدم به جيل اليوم أرقى الابداعات محليا وعالميا..
بشرى حاج معلا
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059