«أنا وابني» ومواقع التواصل الاجتماعي

بين شقاوة الطفولة وميولهم لمواكبة تطورات العصر وإشغال وقتهم يتجه الكثير منهم إلى مواكبة موضة العصر إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي .
ضمن فعاليات مركز ثقافي كفرسوسة أقيمت ندوة بعنوان (أنا وابني ومواقع التواصل الاجتماعي)
الانترنت ريح عاصفة
افتتح الندوة الزميل حسين الابراهيم الذي استهل حديثه بالاشارة إلى مجموعة من الأطر الأساسية التي يجب اتقانها حين الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لنستطيع الوقوف في وجه هذه الريح العاصفة التي نسميها الانترنت، كالذكاء والحذر والثقة بالنفس بالإضافة إلى الشجاعة .
أشار الابراهيم إلى عدد من المواقع والمراجع التي يمكننا الاستفادة منها لنستطيع استخدام الإنترنت بوعي وأمان ،فالبحث في مدونة السلوك يجعلنا قادرين على التعامل مع المكونات السابق ذكرها لنصل إلى نتائج إيجابية لأن الانترنت أبعد من أن نصفه بكتاب جامد كلماته محدودة أو مؤطرة .
أكد الابراهيم على أهمية عدم الغوص في التعامل مع الملفات أو الأشخاص الذين لا نعرفهم ، إضافة إلى الحفاظ على الخصوصية وحماية الأسرار ، والتعامل مع الأطفال بشكل معياري ، فالمثل الأعلى للأطفال هم الآباء ، لذا علينا عدم تعقيد ولوجهم إلى الإنترنت بقدر توجيههم الى استثماره بشكل صحيح .
تجربة منظمة شعبية
أشار عضو منظمة قيادة طلائع البعث السيد وضاح سواس إلى خطورة الشابكة العنكبوتية على الكبار قبل الصغار . وتحدث عن تجربته الشخصية حين ولوجه إلى مواقع
التواصل الاجتماعي داخل وخارج القطر ، كان الهكر الاسود يلاحقه ليقتحم خصوصيته ويقيم حوارات ودردشة باسمه عن طريق الماسنجر .
أكد سواس أن الكثير من الأحداث واليافعين ممن تمت زيارتهم في السجون كانوا يؤكدون أنهم انجروا لجرائمهم من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وحين التقصي في صحة أقوالهم وجدوا دور هذه المواقع في جعل هؤلاء ضحايا لهذا العالم المخيف ، كصفحات النكات والمحشش التي تستهوي الكثيرين .
أكد سواس على أهمية إتقان فن التواصل و الحوار والإصغاء مع الطفل بحيث تكون الأسئلة مفتوحة ولو لم يحبها الاطفال ،فالمقاهي تحمل الويلات بالاضافة الى بعض القنوات التلفزيونية مثل (CN ـ MBC3 ـ الجزيرة جيوغرافيك) .
ضرب لنا سواس مثلا عن الدول التي تنبهت الى خطورة الإنترنت فكوريا الشمالية ضبطته كما ضبطت القنوات الفضائية و يقومون بإرسال رسائل علمية تعتمد على العصف الذهني .
نوّه سواس أنهم في المنظمة يعملون لإعادة بناء الطفل خاصة مع سنوات الحرب الضروس التي أثرت في نفوس أطفالنا .
دور الأهل
كانت المشاركة الثالثة للسيدة ميساء الشمالي التي أشارت إلى سهولة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت رغم أهميتها من جهة وخطورتها من جهة أخرى .
وعن تجربتها الشخصية حدثتنا أنها تحاول تعزير فكرة الوعي لديها ولدى الجامعيين لاستغلال هذه المواقع ،و الاستفادة منها في مجال التعليم النظري والعملي والتقني لتوسيع آفاقهم العلمية ولتهيئتهم للانتقال من مرحلة المستهلك الى مرحلة المنتج النافع الذي يستفيد من علمه لبناء مستقبله مبعدة إياهم عن جعلها وسيلة للهو والتسلية ،أما ابنتها اليافعة فهي تستفيد منها في أمور اللغة والتعليم ،كما تختزل فيها ذكرياتها وتجاربها المفيدة.
ذكرت الشمالي أن هناك فئات وشرائح معينة ممن يستخدمون هذه المواقع يتميزون بسلوكيات متجانسة ومتقاربة ،وكأنهم وجِّهوا من قبل يدٍ خارجية لوضع هذا الجيل في قالب واحد يناسب توجهاتها الهدامة.
أكدت الشمالي على خطورة العاب ال playstation التي ساعدت في تحويل الكثير من اليافعين إلى مجرمين محبين لحمل السلاح أبطالها لا يقهروا وسُجل في أوربا عدد من حالات الانتحار بسببها .
نوّهت الشمالي الى أن الأهل أمام تحدٍ ويقع على كاهلهم توجيه أبنائهم وإبعادهم عن هذا العالم بتشجيعهم على القيام بأنشطة ورحلات ترفيهية لإشغال أوقاتهم .
خطورة وفائدة
بدأ السيد محمد احمد علي مشاركته بأن أضاف إلى تجربة كوريا الشمالية التي تحدث عنها السيد وضاح سواس تجربتي الصين وروسيا اللتين انفردتا كل منهما بشبكة خاصة بها ،وهذا دليل على خطورة المشاركة العنكبوتية العالمية .
وبيّن خطورة هذه الشابكة التي لم تُحجب عن سورية رغم سنوات الحرب والعقوبات الاقتصادية التي فرضت علينا لان الغاية منها هو استغلالها ضد شعبنا لتنفيذ واتمام مخططاتهم الإجرامية والسياسية .
أشار السيد محمد احمد علي الى خطورة برامج الأطفال التي تبثها بعض القنوات ،و تكلم عن تجربة خاصة بهذا المضمار فأثناء مشاهدته لبرنامج للأطفال برفقة حفيدته قامت بسؤاله عن قبعة تحمل رمزاً يهودياً تضعه إحدى الشخصيات فهذه البرامج تحاول أن تزرع في عقول أطفالنا رموزهم الخاصة.
وفي تجربة إيجابية لابنه الجامعي فقد استطاع استغلال هذه المواقع في تعلم تصليح الموبايلات والمكيفات .
تجربة الجامعة الافتراضية
اختُتمت الندوة بمشاركة مديرة مركز التعليم مدى الحياة في الجامعة الافتراضية سايا غوغل ،والتي أشارت أنه وبحسب تقرير البنك الدولي لعام ٢٠١٨ فإن معظم المهن خلال العشر سنوات القادمة ستتغير لأن خصائص هذه المهن و الأعمال لن يتطلبها سوق العمل ، فكان لابد من التفكير في تأهيل جيل مستعد لهذا التغيير من النواحي العلمية والأكاديمية وخاصة المهارات .
تحدثت غوغل عن أهمية توفر المهارات إلى الجانب الأكاديمي ليستطيع الجيل الصاعد مواكبة التغيرات المتسارعة التي يمكن أن تحصل لاسيما أن المهارات هي من صنعت المستقبل (كما يقال) .
فكان التركيز على الفئة العمرية بين ٨-١٥ سنة ، هذه الفئة التي تلجأ إلى تمضية اغلب أوقاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ليكونوا بذلك مستهلكين للتكنولوجيا لا منتجين لها .
أوضحت غوغل أنهم عملوا على توجيه الأطفال في وقت مبكر إلى تعلم أسس التقنيات والتكنولوجيا والبرمجة بإحداث برنامج التدريب البرمجي للاطفال واليافعين ،والذي من أهم نشاطاته برنامج الماراتون البرمجي للاطفال واليافعين .
فهدف مركز تعلم مدى الحياة توفير ديمقراطية التعلم ،لذا أعلنوا عن مسابقة بشكل رسمي لتشمل كافة المحافظات حيث يخضع الطفل أو اليافع الى عدد من الاختبارات والتدريب ليصل إلى المرحلة النهائية ،حيث يكمل الناجحون في المسابقة مشوارهم بهيئة التميز والإبداع وتكون لهم مشاركات للمتميزين .
منوّهة أن رغبة الأطفال واهتمام الأهل دفعهم إلى تجديد المسابقة للمرة الثانية ، فكان عدد الأطفال المتسابق هذه السنة يفوق عددهم عن السنة الماضية .
أخيراً… لابد من الإشارة أن كل ما ذكرناه جهود مشكورة إلا أنها مترامية الأطراف تحتاج إلى التنسيق والتوحيد لتتضافر فيما بينها في تغيير فوهة هذا السلاح نحو من وجهه نحونا .
ففي الماضي أنهك الإستعمار جسم الوطن العربي ، و استطاع أن يزرع فيه ما يسمى بدولة إسرائيل ، واليوم باتت وسائله أسهل وأقل تكلفة حيث أنهم اتجهوا إلى عقول الاطفال واليافعين ليزرعوا مرض التكنولوجيا ، فيفتتوا بذلك بنيته الأساسية .
فالتاريخ يعيد نفسه ولكن بطريقة أخرى ، و القلم اختلف لكن الكاتب واحد…
نوار حيدر

التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059

 

آخر الأخبار
استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين من دمشق إلى واشنطن ونيويورك.. الدبلوماسية السورية تدفع بقاطرة الاقتصاد إلى الواجهة الدولية