من يُحدث فرقاً..

كتابنا.. وأدباؤنا.. ومفكرونا.. يدخلون حياة الناس ويعطونها معنى حقيقياً، والعديد منهم يترك أثرا طيبا في نفوس القراء ومناخهم الفكري.. فقد يطالعك كتاب يترك أثره فيك دون أن يُحدث فرقا في حياتك، وقد تقرأ مقولة أوعبارة تُحدث فرقا كبيرا في كل مجتمعك..
الأثر الطيب في النفس يأتي من مصادر عدة، لكن مايُحدث فرقا في حياتك يأتيك من مكان ومنبع واحد، ربما يقول قائل إن الحاجة إليه هي من أوجده وحوّله إلى علامة فارقة في حياة إنسان ما.. تلك المقولة تنتفي عندما يكون التأثر بادياً وواضحاً على جيل أو حقبة زمنية..
أفكار الرواد الأوائل لحركة التنوير أحدثت فرقا وبشرت بنشوء وتطور الأفكار الدستورية، وقصائد الوعي الوطني في تلك الحقبة أيضا بشرت بقيم وأفكار الحرية والعدالة.. الحقبة التي تلتها قدمت ثوارا حقيقيين بالكلمة والفعل، وأنشأت جيل المقاومة الحقيقية، وأسهمت في صياغة مشروع وطني ديمقراطي قابل للتنفيذ والاستمرار، رغم حجم الجراح الموروثة من ثقافة الاستبداد، وأكبر دليل على ذلك أننا في سورية تنوعت مصادر المعرفة وأفسح المجال لتداول ونشر الكتب ذات الأفكار المختلفة بخلاف بعض الدول والممالك العربية التي سادتها ثقافة أحادية وقعت تحت تأثير الحقب السياسية المهيمنة.. أنماط التفكير تطالعنا ضمن العديد من الكتب والتي يطرحها عمالقة الأدب والفكر والفن تصطدم بالممارسات العملية، وحجم تلك الممارسات بكل أسف هو أشد خطرا من تأثير الثقافة الأحادية..
ومما لا شك فيه أن البنية الأساسية لإنتاج أي خطاب ثقافي في سورية بنية جيدة لأننا تجاوزنا مرحلة الخطوة الأولى من ذلك والتي تعتمد على قيم التعددية والتنوع والحوار والقبول بالآخر والتخلص من ثقافة الإلغاء والإقصاء، والتوقف عن الادعاء باحتكار الحقيقة.. مايهمنا اليوم البحث عن أجوبة جديدة على الأسئلة التي تطرحها حياتنا المعاصرة بكل تناقضاتها ومتغيراتها، لأن الحقيقة تبقى نسبية وليست نهائية، ولأن الكتب القديمة وحدها لاتكفينا فنحن بحاجة دائمة إلى التجدد والاستمرارية والعطاء دون وصاية على العقل والحقيقة، فالوصاية مهما طال أمدها لابد أن تفقد وهجها وبريقها.. يبقى حملة الفكر والرأي ركناً أساسياً من أركان قيام وتطور كل المجتمعات.

هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 30-8-2019
رقم العدد : 17060

 

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"