من نبض الحدث… من آستنة إلى سوتشي وجوكوفسكي ..أردوغان يُسارع لالتقاط أنفاسه

 

 

 

 

 

في جوكوفسكي الروسية حاول رئيس النظام التركي الخروج من عنق الزجاجة والتقاط أنفاسه، و طار بخياله محلقاً في سماء معرض «ماكس» الدولي للصناعات العسكرية، والذي خطف عقله وقلبه، في وقت أراد فيه طرق أبواب دبلوماسية موسكو، التي فتحها له الرئيس فلاديمير بوتين أكثر من مرة، أملاً بأن يعيده إلى جادة الصواب، ويحمله على التخلي عن إرهابييه الذين باتوا خطراً كبيراً ليس على سورية وروسيا وغيرهما فحسب، بل على دول المنطقة والعالم قاطبة.
فأردوغان أراد لإدلب أن تكون خزاناً لمرتزقته الذين جاء بهم من أصقاع الأرض، كي يسبحوا في بحر أحقاده، والبقاء في أعماقها، دون الخروج إلى شاطئ المصالحة والتسويات والسلام، وعزز وجودهم بمظلات ونقاط المراقبة ليسهر على راحتهم كي لا يخسرهم، لكونهم المخلب الذي يوخز فيه الخاصرة السورية، لكن في لحظة ودون أن يدري، اختنق أولئك لعدم إتقانهم العوم في محيط معارك الجيش العربي السوري المتلاطم، وتسارعت انهياراتهم كما سبق وحصل معهم في مناطق أخرى.
أميركا أرادت لمسرحيتها أن تُعرض بكامل أحداثها وحبكتها وشخصياتها، وأرادت متابعين ومتفرجين على مزاجها، دون أي نقد أو أي ردود فعل، وهذا لن يرضي الأطراف الفاعلة بحل الأزمة، ولاسيما أن لهؤلاء وزنهم وثقلهم وتاريخهم وفاعليتهم في أي حدث، سواء كان بسيطاً أم مركباً، ولهذا لم يقبلوا بسياسة وأسلوب واشنطن المفضوح باستحضار أدوات لا تضر العلاقات الدولية وحسب، بل تنسف ماضيها والقوانين التي تحكمها، وهو ما يدفع الرئيس الأميركي الذي يماطل شريكه بإقامة ما يسمى المنطقة الآمنة دائماً للبحث عن مسرح عمليات جديد، يأوي إليه مرتزقته وقواته التي سيأتي عليها أيام تموت خلالها في جوف الصحراء.
في خضم المشهد وتفاعلاته وتجاذباته السياسية والعسكرية، يستمر باب الدبلوماسية الروسية بالانفتاح على مصراعيه لاحتواء حماقة أردوغان ومن يعمل تحت ذات المظلة ممن ساهم بإشعال الحرب في سورية، في وقت باتت فيه عودة الأطراف الفاعلة بحل الأزمة إلى آستنة وشيكة، لوضع بعض النقاط التي تم الاتفاق عليها سابقاً على الحروف، وقد يسبقها لقاء في أنقرة، لقطع الطريق على النظام التركي الذي يوقع على أقواله مساء، وينكرها في الصباح، عملاً بالنهج الذي يسير عليه في نكث الوعود ونقض العهود.
بالمقابل إن عجز اللص أردوغان عن تنفيذ اتفاق سوتشي، أو بالأحرى عدم رغبته في ذلك، فتح الباب أيضاً لاستكمال العمليات العسكرية التي بدأت رداً على اعتداءات إرهابييه، وسوف تنتهي بالقضاء نهائياً عليهم، ولو أدرك النظام التركي أن تلك العصابات سوف تؤذي أنقرة قبل غيرها، بعد أن تجد نفسها محاصرة بالنيران السورية، لعرف أهمية مواجهتها، لكنه حتى اليوم كمن يلعب بالنار الذي تقترب منه، غير مدرك لمخاطرها، ويجهل أنها سوف تحرقه عاجلاً أم آجلاً إذا لم يعمل على إخمادها.
كتب حسين صقر

 

التاريخ: الجمعة 30-8-2019
رقم العدد : 17060

 

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال