انتصــار ثقافــــي

لم تكن الحرب التي خضناها ونخوضها إلا شكلاً من أشكال الصراع المسلح، بين ثقافة الانفتاح وثقافة الجهل والتخلف والانحطاط والعنصرية والحقد والتطرف، والردة إلى العصور الحجرية الغابرة في فجر التاريخ. وإلا لماذا تم تحطيم التراث الإنساني المستمر منذ آلاف السنين، تحت ذريعة أن النحت والرسم والموسيقا من المحرمات، ولماذا دمرت وحطمت لوحات وتماثيل لبعض كبار فنانينا، وكنا نسمع أو نقرأ عن فتاوى التحريم الصادرة عن الجماعات التكفيرية منذ أيام حداثتنا.
في الجهة المقابلة رأينا خلال سنوات الحرب، رموزاً وعناصر تكفيرية، في العديد من الأعمال الفنية والأدبية، وكنا نتصدى لها أو نتجاهلها لمعرفتنا المسبقة بمدى خطورتها المدمرة للمجتمع.
من الناحية الفنية، قد تكون التجربة الفنية ضعيفة, رغم أن مواضيعها ثورية وطليعية، فالفن الشاب الذي يقدم اليوم في معارضنا يثير التساؤل وعلامات الاستفهام حول مفهوم التشكيل الحديث ومسالك الابتكار وعلاقة التراث بالحداثة والمعاصرة، لأن التجديد في الفن التجريدي لا يعني استعادة الصيغ الغربية الجاهزة، وإنما الاندماج بنبض الحالة الداخلية الذاتية والمشاعر المعاشة أثناء إنجاز اللوحة، لأنه حين يكون الإحساس يكون الكشف في حركة الخطوط والإشارات والدلالات اللونية.
قد تكون بعض الأعمال الشابة وصلت بتعبيريتها التجريدية إلى ضفاف المدى التشكيلي العبثي، الذي يرضي توجهات بعض المتذوقين النادرين، إلا أن تلك اللوحات تقطف في أحيان كثيرة اجواء التخريب والتشطيب والتنفير والتجميع و التعبير الدادائي. وبذلك فهي لا تقدم أي جديد على صعيد البحث التشكيلي والتقني.
وإنما تستعيد كل ما هو بائد ومألوف ومطروح في حركة الفنون العالمية. فالاتجاهات التشكيلية المختلفة، قد تقف في أحيان كثيرة على طرفي نقيض، بين أقصى حالات التجسيد الواقعي وأقصى حالات التجريد الانفعالي. بين الماضي والحاضر، وبين الشرق والغرب, وبين المواضيع التقدمية والطليعية والمواضيع الظلامية والرجعية والمتخلفة.

أديب مخزوم
التاريخ: الأحد 1-9-2019
الرقم: 17062

آخر الأخبار
الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض! توزيع مستلزمات لإيواء 350 أسرة عائدة إلى القنيطرة١ أهالي حلب يستعيدون الأمل.. بدء منح رخص الترميم وإحياء الأبنية المتضررة