محاولة أميركية للخداع

 

 

يبدو السلوك الأميركي في المنطقة عموماً وفي سورية بشكل خاص مدعاة للسخرية والاستغراب في آن معاً، ففي الوقت الذي تنشط فيه وزارة الخزانة الأميركية للضغط على معرض دمشق الدولي لإفشاله ــ وهو معرض اقتصادي بحت ــ واستخدام الترهيب بحق الشركات والأفراد المشاركين، بذرائع كاذبة لا تملك أي درجة من المصداقية، كنوع من الإرهاب الاقتصادي المفضوح، تحاول زميلتها وزارة الدفاع أن تظهر بمظهر (المحارب للإرهاب) وهي التي مارست شتى أنواع الإرهاب بصورة فاضحة في سورية على مدى السنوات الماضية – دعم عسكري وسياسي وتمويل ومشاركة- وذلك في محاولة بائسة لحرف أنظار الرأي العام العالمي عن أهداف التدخل الأميركي المستمر في سورية.
فبينما بدأ سريان وقف إطلاق النار على جبهة إدلب، في محاولة روسية جديدة لتشجيع نظام أردوغان المخادع على تنفيذ التزاماته في سوتشي بخصوص سحب الإرهابيين من منطقة خفض التصعيد، زعمت واشنطن أنها استهدفت تجمعاً في إدلب لقيادات تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تدعي محاربته.
اللافت في هذا الاستهداف الأميركي الجديد والمتكرر على الأراضي السورية أنه جرى من دون إعلام الروسي وربما التركي اللذين تفاهما على مناطق خفض التصعيد في إدلب بهدف إخلائها من الإرهابيين، على نية الذهاب إلى حل سياسي بتفاهمات آستنة وسوتشي.
ومن الواضح والمؤكد هنا أن محاربة الإرهاب هي آخر ما تسعى إليه واشنطن في سورية، ولا سيما أنها أبرز من حاول تعطيل الحل السياسي من جهة وعارض بشدة مساعي الجيش العربي السوري للقضاء على داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، والدلائل أكثر من أن تحصى من ضرب جبل الثردة بدير الزور والإغارة على قوات صديقة بالمحافظة ذاتها في ذروة الهجوم على داعش، وأما ما فعلته بالأمس فليس أكثر من محاولة لخلط الأوراق وضرب التفاهمات الحاصلة وإعادة تذكير العالم بأنها (تحارب) الارهاب..!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 2-9-2019
الرقم: 17063

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً