لماذا أُسست بريكس ؟

 

خلال مقابلة حصرية استغرقت أكثر من ساعتين في سجن كوريتيبا جنوب البرازيل يظهر فيها الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دي سيلفا للمرة الأولى بعد ٥٠٠ يوم من الاحتجاز (بتهمة الرشوة وغسل الأموال) جرأة وقوة موجهاً رسالة واضحة للعالم .
رغم الهيجان الإعلامي المتواصل يستحيل العثور على رئيس دولة يمكنه التحدث مع الصحفيين بنفس هذا العمق الروحي الذي أبداه دي لولا، والتعليق على التطورات السياسية الحالية وقص روايات حول ما يجري خلف الكواليس في السلطة.
كان التركيز في الجزء الأول من هذه الأسئلة على علاقة البرازيل بدول البريكس. والبريكس هي مجموعة الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم وتضم البرازيل، روسيا، الهند والصين التي تشكلت عام ٢٠٠٦ ثم انضمت إليها جنوب افريقيا في اجتماعها السنوي عام ٢٠١٠.
وأوضح لولا في اللقاء أنه كان ينبغي أن تتقارب البرازيل مع الصين كما هو حال العلاقة بين روسيا والصين، وحدّد أولوياته في تأسيس البريكس: الاستقلال الاقتصادي وتوحيد مجموعة دول قادرة على ما أجمعت على تسميته أميركا الدول الأقل تقدماً. وأشار صراحة إلى مخاوف الولايات المتحدة من ظهور عملة جديدة.
حاول أوباما أن يحذر لولا بأن (الدولة العميقة) الأميركية لن تسمح لدول البريكس الاستثمار بقطع أجنبي غير الدولار الأميركي، وفي وقت لاحق لذلك نبّه الرئيس الروسي بوتين الرئيس البرازيلي ديلما قبل إقالته بأن البرازيل ستكون مستهدفة جداً، وفي النهاية تم إلقاء القبض على إدارة حزب العمال بأساليب حرب هجينة متطورة.
استولى الليبراليون المتشددون الجدد على واحد من أكبر الاقتصادات في العالم عمليا دون أي مقاومة، فقد أكد لولا خلال اللقاء شعوره بخيبة أمل كبيرة حيث كان يتوقع وقوف البريكس بشكل أقوى معه، فمن خلال روايته للأحداث بطريقته الفريدة المشابهة لأسلوب غارسيا ماركيز يمكننا تخيل ما حدث في الصين بسهولة وكيف أبدى قادتها احتراماً كبيراً لـ لولا، وصلة النقاش العالمي الحالي لما يحدث في منطقة الأمازون.
يقول لولا: (يجب على الصينييين تذكر أمراً واحداً، أن الكثير من البرازيليون غضبوا حين أكدتُ أن الصين اقتصاد سوق، لم يوافقني الأمر الكثير من أصدقائي لكنني قلت كلا، أريد أن يكون الصينيون على طاولة المفاوضات وليس خارجها، هل من اعتراض؟ دعوهم إلى داخل منظمة التجارة العالمية، وأعلم أن هيو جينتاو كان سعيداً جداً.
لقد أنجزنا أمراً آخر مع الصين وهو مؤتمر الأحزاب في إطار اتفاقية مع الأمم المتحدة حول التغير المناخي في كوبنهاغن عام ٢٠٠٩، وكان هناك عدة أسماء في المؤتمر تطالب التحدث كأنجيلا ميركل، ساركوزي، غوردون براون، أيضاً اتصل أوباما ولا اعرف لماذا كنت مهماً بالنسبة لهم إلى هذا الحد، وماذا يريدون؟ أرادوا أن نُجمِع أن الصين هي عامل التلويث الرئيسي على الأرض… أرادوا أن أتهم الصين، ثم عقدت سلسلة اجتماعات وقلت: أعرف أن الصين مصدر تلوث البيئة، لكن من يعوض عن التلوث التاريخي الذي قمتم به باستمرار قبل أن تبدأ الصين بذلك؟ أين هي لجنة التاريخ لتحليل التلوث عن الصناعات الإنكليزية؟)
بالنهاية يقول لولا أنه توجه إلى وزير خارجيته سيلسو مؤكدا له أن اللقاء سينتهي دون التوصل إلى اتفاق، وأنهم بالنهاية سيلومون البرازيل، الصين، الهند وروسيا، وأنه لابد من إيجاد حل لذلك، ثم اقترح على سيلسو دعوة الصينيون إلى اجتماع مماثل بين البرازيل، الصين، الهند وجنوب أفريقيا. ومثّل الصينيون في ذلك اللقاء رئيس الوزراء جياباو ولم يسمح الصينيون للألمان أو للأميركيون بالدخول، لكن بنهاية الاجتماع سمحوا لأوباما بالدخول وأراد الجلوس إلى جانب لولا وأخذ يتحدث حول الاتفاق، فيما المجتمعون أدلوا أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق. ثم أبدى أحد المتفاوضين الصينيين غضبه وتفوه بكلمات مع إشارات عدوانية نحو أوباما لكن لم يترجمها أحد..
والواقع أنه خلال ذلك اللقاء اكتسبت البرازيل الكثير من المصداقية لأنها رفضت توجيه اللوم للصين، وخلال جلسة عامة حضرها أوباما وسركوزي ولولا، كان لولا آخر المتحدثين وقال خطاباً جيداً.
هل يمكن المقارنة بين سياسة لولا وبولسونارو الذي لا يمكن أن نقبل باتهاماته للمنظمات غير الحكومية حول حرق غابات الأمازون، فمن أحرقها فعلاً: رجال أعمال، أناس سييئين أشخاص يريدون قتل القبائل الأصلية، أشخاص يريدون قتل الفقراء.

 

Mondialisation
بقلم: بيبي اسكوبار
ترجمة: سراب الأسمر
التاريخ: الثلاثاء 3-9-2019
رقم العدد : 17064

 

آخر الأخبار
رغم الرماد والنار.. ثمّة من يحمل الأمل ويزرع الحياة من جديد خبير لـ " الثورة" : ما خسرناه من غطاء حراجي يحتاج لسنوات ومبالغ كبيرة استمرار جهود الإخماد في اللاذقية لليوم السابع.. وتقليص البؤر المشتعلة بدعم عربي ودولي شبكة حقوقية تُدين تقاعس المجتمع الدولي وتُطالب بإعلان حالة الطوارئ في سوريا مقاربات واشنطن تجاه "قسد".. تثبيت لوضعها الحالي أم دفعها نحو دمشق؟ الشرع يلتقي المبعوث الأميركي.. دمشق و واشنطن.. تعزيز الحوار وتطوير علاقات التعاون عبد الكافي الكيال لـ"الثورة": جهودنا مستمرة.. ونعمل ليلاً ونهاراً للسيطرة على الحرائق قوى الأمن الداخلي تشتبك مع خلية مشتبه بها على طريق إدلب - بنّش.. وتضبط أسلحة وذخائر دراسة ضريبة الدخل على الراتب .. خبير اقتصادي: تستهدف فئة ذات دخل محدود تحسين الواقع الخدمي في الكفرين والبلدات التابعة الثروة الحراجية .. رئة البيئة تحترق في ريف اللاذقية تسجيل 414 شركة في 5 أشهر.. تسهيلات مستمرة وتنامي الطلب على الرقمنة والتحول الرقمي رابطة الجالية السورية في فرنسا تستكمل هيكلها التنظيمي أوجلان يعلن نهاية الكفاح المسلح.. مرحلة جديدة في العلاقة بين الكرد والدولة التركية طلاب التاسع ينهون ماراثون امتحاناتهم مع لغة "الضاد".. موزونة ومرنة وواضحة عدالة الكهرباء غائبة في قدسيا والهامة بريف دمشق.. مواطنون: مقارنة ساعات التغذية مع العاصمة يعكس انع... بحث سبل التعاون بين وزارة الطوارئ ومركز الملك سلمان للإغاثة سوريا أخطر مكان بسبب القنابل غير المنفجرة والألغام الأرضية بريطانيا: تعاون سوريا مع " الكيميائية " كان نموذجياً مدير الدفاع المدني في اللاذقية لـ"لثورة": الحرائق كارثية وكلّ مواطن خفير