بعد صدور مفاضلة القبول الجامعي مؤخراً، والإعلان رسمياً وفي أكثر من تصريح بأن الحدود الدنيا للقبول الجامعي ستكون منخفضة عن العام الماضي، صدرت المفاضلة وكانت مناقضة تماماً لما صدر من معدلات، ما يعني أن الحاصلين من الأبناء الطلبة على معدل 95% وما فوق والراغبين بالدراسة في السنة التحضيرية للكليات الطبية لا يزالون في حالة ترقب وقلق، إذ جرت العادة أن ترتفع المعدلات في مفاضلة القبول الجامعي الثانية.
في هذا العام تم إلغاء التسجيل المباشر في السنة التحضيرية، والعمل على إدراجها ضمن مفاضلة العام والموازي، وهذا يتطلب أن يكون الحد الأدنى للقبول أقل مما كان عليه في التسجيل المباشر، إلا أنه بقي كما كان عليه في العام الماضي، لنرى الطالب المتفوق يترقب وينتظر بخوف ارتفاع هذا المعدل حين صدور المفاضلة الثانية، ناهيك عن مفاضلة فرز طلاب السنة التحضيرية التي تتم بعد انتهاء هذا العام الدراسي.
فهل من العدل أن يخضع الطلاب المتفوقون لكل هذه الإجراءات ويبقوا رهن القرارات المفاجئة والمعدلات المرتفعة، بدلاً من أن نكرمهم ونكون لهم السند والدعم ليستمروا في تحقيق مستقبلهم وإثبات أنفسهم ليصبحوا بناة الوطن في المستقبل القريب.. بينما ينعم أبناء أصحاب الملايين والحاصلون على معدل قد لا يتجاوز 78% بالاطمئنان وراحة البال بعد أن اشتروا مقاعدهم في الجامعات الخاصة.
بين العام والخاص يجد بعض الطلبة التعليم الموازي طوق النجاة وفرصة أخيرة لبلوغ الهدف، بالرغم أنه يشق على بعض أبنائنا دفع رسومه.. إن رفع نسبة مقاعد التعليم الموازي على حساب التعليم العام ليس بمؤشر جيد برأي الكثيرين، فنحن أبناء سورية كنا نتباهى بالتعليم العام، وأصبحنا نسأل أنفسنا اليوم.. التعليم العام إلى أين!؟؟
ما نأمله.. التركيز والاهتمام بالخطوات التي يخطها أبناؤنا اليوم في طريق مستقبلهم، وخاصة أننا نراهم مقبلين على مرحلة مهمة في الدراسة الجامعية، بعد أن اجتازوا امتحانات الثانوية العامة بكافة ظروفها وخاضوا الامتحان واضعين نصب أعينهم أحلاماً يسعون لتحقيقها، ولكن هذه الأحلام قد تذهب أدراج الرياح.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 3-9-2019
رقم العدد : 17064