مهلة انسحاب «النصرة» تنقضي.. والحسم العسكري يلوح بالأفق.. أردوغـــــان يبتـــــــز أوروبــــــا.. وترحيــــــــل اللاجئــــــين ورقـــــة المساومـــــة

في الوقت الذي اظهرت فيه الوقائع ان «جبهة النصرة» والجماعات الارهابية المرتبطة بها، لا تلتزم بوقف إطلاق النار في إدلب، وأن قرار دمشق بوقف إطلاق النار من جانب واحد هو إجراء مؤقت الهدف منه اولا تأمين المدنيين واعطاء النظام التركي المراوغ فرصة اخيرة لإخراج النصرة الارهابية والايفاء بالتزاماته التي وعد بها روسيا؛ تحدثت تقارير عن ان «جبهة النصرة» والفصائل الارهابية المرتبطة بها تستغل وقف اطلاق النار لإعادة تجميع ارهابييها وترتيب صفوفهم تحضيراً لمعارك جديدة.
عقب هذه الخطوات التي يقوم بها ارهابيو النصرة والتي تدل على عدم التزام مشغلهم التركي بتعهداته ومساعيه لاشعال نار الحرب مجدداً في ادلب يرى المراقبون أن إمكانية استئناف عمليات الجيش العربي السوري العسكرية باتجاه سراقب والسيطرة التدريجية على طريق حلب – حماة السريع بالكامل بات الاقرب الى الواقع قريبا، إذا لم تلتزم تركيا بتعهداتها بشأن ادلب ولم تستطع ردع الارهابيين وإجبار «هيئة تحرير الشام» الارهابية على الخروج من مناطق سيطرتها في ادلب.
واشار المراقبون الى إن استكمال العمليات العسكرية للجيش العربي السوري بات شبه محتوم، ويدرك النظام التركي ذلك جيداً، وحسب المراقبين حتى الآن لم ينجح جيش النظام التركي في إخراج «هيئة تحرير الشام» الارهابية وتحييدها، كما تقتضي اتفاقيات سوتشي بين تركيا وروسيا ما دفع سورية بدعم من موسكو للتصدي للهجمات الارهابية في إدلب وبسط سيطرتها على مدينة خان شيخون الاستراتيجية التي تعتبر إحدى المدن الهامة في محافظة ادلب.
من جهته رأى خبير عسكري روسي انه من الممكن ان يقوم الجيش العربي السوري بعملية عسكرية في إدلب قريباً لتطهيرها من ارهابيي «النصرة»عقب عدم التزام اردوغان بتعهداته بهذا الشأن، وان هناك احتمال أن تقوم قوات النظام التركي الغازية بعملية عسكرية في الجزيرة السورية، بعد العملية العسكرية المرتقبة للجيش العربي السوري.
في المقابل وعقب تهديد أردوغان المأزوم بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين لكي يتدفقوا إلى أوروبا في حال لم تحصل بلاده على مساعدات كافية، ودعم أوروبي وأميركي لإقامة «منطقة امنة» في شمال سورية، رأت مصادر مطلعة ان هذا التهديد التركي المزعوم يعكس حجم الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تتعرض لها حكومة اردوغان.
واشارت المصادر الى ان ما يقلق رئيس النظام التركي وحزبه الحاكم حاليا مخاوفه المزعومة التي يسوقها من تدفق حوالي مليوني لاجئ سوري وغير سوري من منطقة إدلب إلى الحدود التركية في ظل القرار السوري بتحرير المدينة والقضاء على الجماعات الارهابية المسلحة في المنطقة، الأمر الذي سيشكل تصدعا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا للحكومة التركية، خاصة أن بعض الارهابيين المتشددين ربما يندسون بين هؤلاء اللاجئين ويقومون بالانتقام من حكومة النظام التركي لتخليها عنهم.
ولفتت المصادر الى ان ما يقلق اردوغان كذلك ما اسماه « تلكؤ» حليفه الاميركي في تطبيق اتفاقه معه بشأن إقامة ما تسمى»منطقة امنة» مزعومة داخل الحدود السورية الشمالية، الأمر الذي يبدد خطط رئيس النظام التركي المشبوهة في توطين مليون لاجئ سوري في هذه المنطقة المزعومة على الأقل حسب مزاعمه.
وكانت قد زعمت واشنطن على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية جوزيف دانفورد، أن سيطرة أنقرة المستقلة على ما تسمى «المنطقة الآمنة» في سورية لن تخدم المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا، فضلاً عن ذلك فان رفض الاتحاد الأوروبي تقديم أي مساعدات مالية جديدة إلى حكومة النظام التركي لتخفيف أعباء اللاجئين القدامى والجدد على كاهلها يسبب قلقا اضافيا للمأزوم اردوغان.
وبينت المصادر ان أزمة اللاجئين السوريين في تركيا ربما تؤدي إلى تناقص حظوظ حزب العدالة والتنمية في البقاء في السلطة، خاصة أن تركيا تقف على أعتاب انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عامين أو أكثر قليلا، ويواجه هذا الحزب انقسامات وانشقاقات داخلية.
وحسب المصادر فان إقامة «منطقة امنة» مزعومة في شمال سورية لن تحل مشكلة اللاجئين كما يروج لها رئيس النظام التركي، بل ستزيدها تعقيدا، لأن الدولة السورية لن تقبل بهذه المنطقة المزعومة وستقاومها باعتبارها انتهاكا لسيادتها.
هذه التطورات التي تشير الى عمق التأزم التركي الاميركي جاءت بالتوازي مع اغلاق «هيئة تحرير الشام»، «جبهة النصرة سابقا» في محافظة إدلب طرقا مؤدية إلى معبر «باب الهوى» الحدودي، في ظل دعوات شعبية للتظاهر للمطالبة بحل «الجبهة» لنفسها وخروجها من المنطقة، حيث تشهد محافظة إدلب استنفاراً أمنياً من قبل «تحرير الشام»، والتي انتشر ارهابيوها على معظم الطرق المؤدية إلى معبر «باب الهوى» الحدودي.
وكانت خرجت خلال الأسبوع الماضي مظاهرات في مدن معرة النعمان وكفرتخاريم وأريحا، بالإضافة لخروج مظاهرة في الأتارب التابعة لريف حلب، وطالب المتظاهرون «بخروج «النصرة» الإرهابية من المدن التي تسيطر عليها. واقتحم مئات المتظاهرين من عدة مناطق معبري باب الهوى الحدودي وأطمة، ووصلوا إلى الجانب التركي، الأمر الذي دفع الشرطة التركية إلى إطلاق النار والغاز المسيل للدموع لمنع وصول المتظاهرين إلى داخل الأراضي التركية.

الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: السبت 7-9-2019
الرقم: 17068

 

 

آخر الأخبار
6 دول أوروبية تدعو إلى تخفيف العقوبات على سوريا طلبة جامعيون لـ "الثورة": أجور النقل بين العاصمة والريف مرهقة لنا القائد الشرع يلتقي وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة أكثر من ٣,٥ ملايين طالب وطالبة يتقدمون للامتحان الفصلي الأول خدمات صحية متنوعة يقدمها مستشفى الحراك الوطني بدرعا ورشة تدريبية بدرعا للتعرف على ذوي صعوبات التعلم وتشخيصهم انخفاض كبير بأسعار المواد الغذائية في طرطوس تحسن ملحوظ بصناعة رغيف الخبز في درعا تخفيف العقوبات على سوريا على طاولة "الأوروبي" سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق