تركت بصمة شعرية مهمة في المشهد السوري , وهي دائمة الحضور بما تقدمه , شغفت بأدب الاطفال وعملت من اجل ذلك , وقدمت لهم الكثير , صحيح أنها تبتعد عن المشهد الاعلامي لكنها موجودة بفعل الخصب الابداعي , تقول اميمة ابراهيم في حوار أجري معها مؤخرا: يتآلف الشعر وأدب الأطفال في تجربة الأديبة أميمة إبراهيم ليأخذا أمداء واسعة تستقي من الحداثة الشعرية ومن تعزيز القيم التربوية.
أميمة التي صدرت لها أربع مجموعات شعرية تصف نفسها بأنها شاعرة تجد روحها في ثنايا الكلمة وتطوع لغتها كي تحملها إلى فضاءات لا ضفاف لها فتعقد صداقات مع الغيم والقمر والشجر والزهر والنهر وتسفح أحلامها في تربة القصيدة.
أما عن تجربتها في الكتابة لأدب الأطفال فتوضح أن العمل مع هذه الشريحة صقل شخصيتها وأعطاها الكثير من التفاصيل وساعدها على بلورة نتاجها الموجه لهم وفي معرفتها بقاموسهم اللغوي وبتفاصيل حياتهم اليومية مع استعانتها بذاكرتها الطفلية التي تحتفظ منها بكثير من التفاصيل.
وكان للمطالعة دافع في تنمية نزعة أميمة الأدبية فالقراءة هاجسها وحبها الكبير الذي تعيشه فطالعت منذ الصغر القصص والروايات والشعر وصولاً للدراسات الأدبية والفلسفية.
وتستعيد أميمة بدايتها مع الشعر منذ أن سعت في المرحلة الإعدادية لكتابة قصائد تقلد فيها الشعر العمودي ثم كتبت قصيدة التفعيلة وشاركت في مهرجانات وملتقيات وهي لاتزال في الثامنة عشرة من عمرها.
المتعة التي تشعرها أميمة مع قصيدتي التفعيلة والعمودي لم تحل بينها وبين قصيدة النثر جرياً وراء روحها المهاجرة كالموسيقا من مكان لآخر نحو فضاء رحب فسيح بلا حدود فكتبت هذه القصيدة دون أن تمسها أو تضعفها ومن غير استسهال معتبرة أنها كالجناح الذي به تطير لتقطف نجمة وتزرع قمراً وتشتل غيمة.
وحول التداخل بين كتابة الشعر والقصة عندها أكدت أن هذا التداخل هويتها التي تعرف بها فهي لا تستطيع إلا أن تكون شاعرة بكل ما تكتب.
ورغم أنه صدر لأميمة أربع مجموعات قصصية إلا أنها لا تعتبر نفسها قاصة إطلاقاً فلهذا الفنّ الأدبي الرفيع أعلامه.
وعن درجة مواكبة الأدب الذي ظهر في سورية خلال السنوات الأخيرة للحرب الإرهابية رأت أن معظم الذين كتبوا من روايات وقصص وقصائد قاربوا الحرب العدوانية بطريقة ما، مؤكدة أننا سنرى العديد من الأعمال التي ستشكل علامة فارقة في الأدب السوري بعد أن تنتهي هذه الحرب ويتحرر كل شبر من دنس الخونة والإرهابيين.
وكتبت أميمة زمن الحرب عن الوطن وناسه وشجره وبيوته وعن حمص والقذائف الغادرة والخراب وعن الشهداء الأطفال من دون أن تغوص في التفاصيل، مشيرة إلى أنها ستكتب رواية عن هذه الحرب تشمل ما حفظته ذاكرتها.
أميمة التي عملت في السلك التربوي وفي منظمة الطلائع تشرح عن رؤيتها للسبل المثلى في تربية الأطفال بزمن التقانات عبر التأكيد على مبدأ القدوة في تعليم الصغار وتجنب الوعظ والتلقين وبناء طفل قارئ وتحويل غرس القيم من الأقوال إلى الأفعال وتنشئة الأطفال على حب الوطن والانتماء له انتماء حقيقياً معتبرة أن اكتشاف ورعاية المواهب لدى هذه الشريحة لا تقل أهمية عن اكتشاف ثروات الأرض.
وتعرب في نهاية حديثها عن أملها بتقديم الأفضل لأطفالنا ورعايتهم والأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان حتى يتربوا ببيئة آمنة لا إرهاب فيها ولا قتل.
والأديبة أميمة إبراهيم مواليد حمص حائزة على الإجازة الجامعية في العلوم التربوية وعضو في جمعية أدب الأطفال باتحاد الكتاب العرب وهي رئيسة لمكتب الثقافة المركزي في منظمة طلائع البعث.
التاريخ: الاثنين 9-9-2019
الرقم: 17070