كل رموز الحبّ.. كانت ومازالت تشتهي
ضحكة البحر.. دعاء كروان حزين
كلمات فيها موسيقا تداعب القلب من ديوان الشاعرة فاطمة الحسن خلال حفل توقيع كتابها «ظلال الحلم» في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي بمديرية ثقافي حمص، حيث قام كل من الأديبين نزار بدور وعيسى اسماعيل بقراءة في الديوان هذه بعض مقتطفات من مشاركاتهم:
بدأ حديثه الإعلامي عيسى اسماعيل قائلاً: أديبة سورية تكتب قصيدة النثر ولها مجموعتان هما «تقاسيم وطن» و«نسيم الروح» أما هذه المجموعة التي بين أيدينا فهي بعنوان «ظلال حلم» وإذا كانت هذه الأسطر عاجزة عن الغوص في هذه القصائد الست والخمسين في نقد تفصيلي,فإنها تستطيع التعرف فيها والإشارة إلى ملامحها العامة, واللافت في هذه المجموعة أن الشاعرة تتوجه إلى إنسان أخر وفي أكثر من قصيدها تبثه أفكارها وتبوح مكنونات صدرها..
لكنها ترنو إليه بآمال كبيرة والروح تستيقظ لذكر هذا الآخر من قصيدة حنين نقرأ:
وتحنت روحي بك.. فهل من مجيب
وهل يشتكي الدمع.. من ظلم الحبيب
غير أن المخاطب يتحول إلى حلو تتشهاه.. فهل يتحول إلى حقيقة تختزل الحياة المنشودة حباً وأملاً وسعادة.. هل تتماهى (الأنا) مع (الأنت) في حياة قوية.. لكن ثمة خوف وحذر يشوب الأماني.. نقرأ قصيدة (خواتيم):
وأيّ الخواتم قد تليق
بسيدّ القمر
أيبعض الأمسيات
أم بالرياض
وقد قايضت
فيك الليل
جمال العشيَّات
أما مشاركة الدكتور نزيه بدور فتضمنت: عندما يطأ القلب مركب الشعر الحديث ويتهيأ للإبحار في محيط قصيدة النثر، ويرفع رايات الحرية وشرع أشرعتها البيضاء ومنذ اللحظة الأولى يصبح الموج المتلاطم عاطفة جيّاشة، وتنقلب الريح عطراً, ويسود صمت لطيف, يتحرر الاحساس من سلطان القافية وديكتاتورية الحرف الواحد الجاثم على نهايات الأبيات, ويصمت ذلك الضجيج ويهدأ ايقاع الكلمات، لنغوص في كنه القصيدة وتلامس حقيقة الشعر فيرشف القلب كوزه ما يشاء وينتشر عطر قواريره فيملأ المكان ويكون بلسماً شافياّ من دوار البحر.
تخرج الشاعرة من عالم اللامبالاة عالم أولئك الخائفين من دوار البحر والراضين بفتاة الضوء هنا الجميع يمثلون الفرح..
لقد فعلتها الشاعرة، مارست عملها الإبداعي وجعلت من الحلم كائنا جميلاً ذا ظلال، وظلال الحلم عديدة بعدد مصادر الضوء.. وليس هذا هو الوجه الوحيد للديوان بل هناك سلسلة من العناوين (ذاكرة، ذكريات، ربيع, رحيق، زهرة عطرية، سحاب, نبض..).
وعلى هامش الحفل جرى نقاش كان للناقد محمد رستم مداخلة فيه قال فيها: نلاحظ أن الشاعرة تشتغل على تجربتها الشعرية, وتعمل على ترسيخ نمط شعري خاص مما يجعل لها صوتاً مميزاً معتمدة روحها الوثابة بطاقة الشعر جاهدة على ارتقاء القطاف الشعري لديها.
الديوان يوثق للعلاقة بين حواء وأدائها هذه العلاقة التي تنوس بين صدّ ورد.
ترتدي نصوص الشاعرة عباءة الوضوح والمفردة السهلة المأنوسة والرمز الشفيف دون اللهاث وراء التعميمات التي تقود إلى الإبهام والضبابية ولعل إلحاحها على القافية /قصيدة سحاب مثلاً/ أوقعتها في شبهة الصناعة, كما أن السردية بعبارات قصيرة لاهثة أفقد بعض القصائد وهج المشاعر وأخيراً فاطمة ترتقي سلم الشعر بخطوات ثابته.
وتميزت الأمسية بحضور مميز من النخبة المثقفة وتخللها قراءة من الشاعرة لبعض المقاطع..
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074