كدت أذوب خجلاً في ثيابي وأنا أتابع خلال الأيام الماضية موجة الحنان الهادرة التي جرفتني أمطارها الأيلولية المحمولة على وابل من القروض الصغيرة والمتنوعة كرمى عيون الأخ المواطن الذي بالكاد يعرف كوعه من بوعه مع شديد التقدير.
أحسبوها على أصابعكم، أو لا فما الفرق، فقد جادت علينا بعض المؤسسات والجهات الحكومية بقروض عديدة وميسرة فإذا أردت، أخي المواطن، أن تشتري حاجيات أبنائك للمدرسة فثمة قرض جاهز لإرضائك.. وإذا أردت تحضير عشرة كيلو من المكدوس فلا شك أن هناك قرضاً ما لذلك.. وإذا أردت أن تقوم ببعض السياحة الداخلية فابحث بين القرارات غير المنجزة وانتظر لعل قرضاً يتم تجهيزه لمساعدتك في تحقيق بعض الراحة النفسية.
وفوق ذلك فأنت أخي المواطن، الأعزب أو الراغب بتجديد أثاث منزله، هناك قرض خاص بالسلع المعمرة بنصف أرنب ذكي… أما قرض المساندة التموينية الإبداعي فهو مخصص للسلع الأساسية بقيمة 300 ألف وبواقع خمسين ألف كل ستة أشهر، وما عليك إلا أن تشتهي وتطلب؟!
لكن ورغم هذا المطر الدافىء والحنون هناك من الإخوة المواطنين من لا يزال ينق ويقصر حديثه ونظرته على النصف المكسور والفارغ من الكأس الذهبية حين يحتج بالسؤال: كيف سنتمكن من دفع هذه الأقساط المترتبة علينا في حال انقرضنا، عفواً اقترضنا، ودخلنا الشهري بالكاد يكفي لأسبوع حالياً؟!
يا أخي المواطن احترت وحيرتنا معك وحيرت المؤسسات التي فاضت بعطفها.. يا أخي (لهون وبس) فقلبي الصغير لا يتحمل!!
غسان شمة
التاريخ: الثلاثاء 17-9-2019
الرقم: 17076