الملحق الثقافي:إعداد: رشا سلوم :
ستة وأربعون عاماً على الحدث الذي غير مجرى تاريخ الشرق الأوسط، بل العالم كله، وكان صناعه السوريون ومعهم أشقاء عرب يوم كان العرب عرباً.
خاض الجيشان السوري والمصري أروع وأنبل حرب من أجل استعادة الأرض وكسر جدار الخوف، وكان لهم ما أرادوا: النصر المحقق وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. هذه الحرب التي أحدثت زلزالاً بكل شيء من الحياة الاجتماعية إلى السياسية والثقافية، وأعطت العربي قوة الوجود والفعل.
وكان للأدب نصيب وافر من هذا النصر والتحول الكبير.. صحيح أن الكتاب والمبدعين غمسوا أقلامهم وإبداعهم بما تحقق ولكن ذلك لم يكن كافياً أبداً على عكس ما نراه عند الشعوب الأخرى في العالم حين تكون على مفترق طرق. ولكن هذا لا يعني أن الإبداع لم يكن خالداً.
من منا لا يقف بخشوع عند ما قاله سليمان العيسى:
نَاَداهُمُ البرقُ.. فاجتّاَزوه وانهَمَرُوا
عنْدَ الشهيدِ تَلاَقى اللّهُ والبَشَرُ
ناداهُمُ المَوتُ.. فَاخْتَاروُهُ أُغْنِيَةً خَضْرَاءَ.. مَا مَسها عُوُد وَلاَ وترُ
تَقَدسَ المطرُ المجَدُول صاعقةً وَزَنْبقًا.. ياَ شموُخَ الأرضِ يَا مَطرُ
لا تُفْلِتي قَبْضَةَ التّاريخِ عَنْ غَدِنَا، أطفَالُك السمرُ يا صحَراءُ قَد كَبِروا.
ريشُ عَلى صَهَواتِ الريح فَجرهَا بِالمُعْجزات.. وريشُ رَاحَ يَنَتَظرُا
الخالدُون.. عَلَى أهْدَابِنَا نَبَتوُا عَرَائشَ الزهْوِ.. في أحَداقنا سَهِرُوا
تَنامُ أطْفالُنا.. تصْحو عَلَى قِصَصٍ وينسُجُونَ الرؤيَ منها إذَا كَبِروُا.
وَيَسألُونَ.. فَنُعْطِيهمْ، ونَسحَرُهُم آباؤُهُم فَوقَ ما نُعْطِي، وَماَ سُحِرُوا
صار الصغرُ يَمُد اليَوْم قَامَتَهُ أبُوهُ بالغَيْمةِ الحَمْراء يعْتمِرُ
يُلقّنُ المعُتدي دَرْساً.. يُعلمُهُ كيفَ الطْريقُ إليَ الإنسانِ يُختَصرُ!
وَكَيْف تَهْوي «أسَاطيرُ» هَيَاكلُهَا في الحَيّ.. بَيْنَ يَدَيْ أطْفَالِنا أكرُ
وَكَيْف يَرْجعُ حَق.. ظَن سَارِقُةُ أن الشرَائع بالسكيّنِ تَنْدَثِرُ
أما نزار قباني فهو من كتب بماء الذهب على صفحات المجد والخلود، أليس هو القائل:
ها هي الشام بعد فرقة دهر أنهر سبعة وحور عين
النوافير في البيوت كلام والعناقيد سكر مطحون
والسماء الزرقاء دفتر شعر والحروف التي عليه سنونو
هل دمشق كما يقولون كانت حين في الليل فكر الياسمين؟
آه يا شام كيف أشرح ما بي وأنا فيك دائماً مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب يعاني السجان والمسجون
يا دمشق التي تفشى شذاها تحت جلدي كأنه الزيزفون
قادم من مدائن الريح وحدي فاحتضني كالطفل يا قاسيون
جاء تشرين يا حبيبة قلبي أحسن الوقت للهوى تشرين
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي كيف ينسى غرامه المجنون؟
أوقدي النار فالحديث طويل وطويل لمن نحب الحنين
جاء تشرين إن وجهك أحلى بكثير..
وتمني فكل صعب يهون
وطني يا قصيدة النار والورد تغنت بما صنعت القرون
التاريخ: الثلاثاء1-10-2019
رقم العدد : 967