لغة أخرى

 

الملحق الثقافي:محمد الدمشقي :

 هنا…
بين شظايا الأسئلةِ المتناحرة،
التي نبشوا قبورها
وفراغاتِ الإجاباتِ
الهاربةِ من عطشِها..
إلى نزفٍ أبكم
لا رمالَ يدفنُ فيها رأسَهُ
ولا بحرَ يرمي إليهِ…
جثثَ نسيانِه،
بين أكوامِ الكلماتِ والحمائم ِ المحترقة،
والقوافي المقيدةِ بظلِّها
وأكمامِ الشعرِ الباليةِ
التي… لا تسترُ كتفَ الآه
مهما صمتَ الليل،
ولا تطفئُ غربتَهُ المختبئةَ
خلفَ إصبعِها
….
هنا تماماً
عند البقعةِ العمياء
من ضبابكِ الحائر،
أقفُ مع تنهيدتي
على حافةِ القصيدة
وبجعبتي قلقٌ ثرثار
معتلُّ الآخِر،
وحقيبةُ ذاكرةٍ مهترئة
منفيةُ العبق
ورشفةُ شعرٍ أخيرةٍ
لم تروِّجْ إلا لحزنِها
ولم تُستهلَكْ بعدُ
بالتصفيقِ والدخان
وتنانيرِ المنابرِ القصيرة
وعباراتِ الثناءِ الدبقة
والشوارعِ المسرعة
والأرصفةِ الضيقة
والصحفِ التي تمسحُ زجاجَها
بغبارٍ مبتسم
وشهاداتِ الدكتوراه الفخرية…
واللافخرية
أكتبُ لكِ ما تبقى مني
كي تجدَني لغةٌ أخرى
تحتَ رمادِ الحربِ التي لا تقرأ
أو خلفَ جدارٍ كنتُ أبنيه
بيني وبيني
لأعزلَني
عن نظراتِ المرايا الساخرة
والشيبِ الذي..
يريدُ أن ينقض
لغةٌ.. تنصتُ إلى ألمِها
بلا مسكنات!!
……
أكتبُكِ لأشطبَني
من سجلاتِ الملح
فأنا رذاذُ دمعٍ
جفَّتْ صلواتُه،
بوحُ ياسمينةٍ
من بلادٍ
ممنوعةٍ من السفر!!
ينهمرُ موتُها
من كلِّ بندقيةٍ وغيمة
كأنها رقصةُ مطر ٍ
تكسَّرتْ خطواتُها
على دروبِ الجمر،
من بلادٍ…
قطفوا صباحَها
عندما تفتَّحَ دمُها
وسكبوها
في كؤوسِ ندم
…….
أكتبُكِ
كي أبقى
على مقربةٍ مني
بعد أن حذفوا كلَّ إجاباتي
عندما سألوني عنك
وخيروني بين غربتينِ باردتين
أو اتصاٍل بحريقٍ..
لستُ طرفاً في نزوتِهِ
ولا جذوةً من هذيانِهِ
تلكَ النارُ لا تشبهُني
رغم أني ظلُّها المترنحُ
على حائطِ البكاء،
ألبسوني لهيبَها كذباً
بعد أن قدوا قميصي
من قُبُلٍ ومن دبر ِ
لا لستُ يوسف إنما
ما كنتُ يومًا بانتمائي آثما
سبعٌ عجافٌ
لم أغيِّرْ نغمَتي
ما زلتُ أسقي الياسمينَ صبابتي
وأصبُّ أقداحَ الندى
وأموتُ ألفًا
ثم أكتمُ صرختي
وأعودُ من تحتِ الرمادِ
بلا ضفافٍ أو صدى
وأوزعُ الآهاتِ بين جداولي
لأفيضَ نحو الأمنيات..
فهل شروقي تهمةٌ
حتى يراقَ دمُ الشفق؟
أم أنني أمضي إلى لحنِ السرابِ
وأرتدي ثوبَ الغرق!

التاريخ: الثلاثاء1-10-2019

رقم العدد : 967

آخر الأخبار
لمنتج علفي رخيص.. التدريب على تصنيع السيلاج باستخدام الأعشاب ماذا لو قبل "بشار الأسد" شُرب المرطبات مع "أردوغان" أحمد نور رسلان - كاتب وصحفي سوري اليوم بدأ العمل الجاد   الشرع: سوريا لكل السوريين بطوائفها وأعراقها كافة.. وقوتنا بوحدتنا كهرباء ريف دمشق: صيانات وتركيب تجهيزات جديدة وحملات لإزالة التعديات    القبض على شبكة مخدرات وعصابة سرقة أموال وسيارات      استبدال خط "سادكوب" لتحسين ضخ المياه وتقليل الفاقد بحماة   "مكتب الاستدامة" تجربة رائدة في بناء قدرات الطلاب ودعم البحث العلمي  تكريم كوادر مستشفى الجولان   عودة ألف تاجر حلبي منذ التحرير ... "تجارة حلب": رفع العقوبات يعيد سوريا إلى الاقتصاد العالمي فعاليات من حلب لـ"الثورة": رفع العقوبات تحول جذري في الاقتصاد مجموعة ضخ أفقية لمشروع بيت الوادي في الدريكيش  رسالة للصين.. تايوان تختبر نظام  HIMARS الصاروخي الأمريكي لأول مرة   DW:  سوريا مستعدة لازدهار الاستثمار مع رفع العقوبات الأمريكية خبير مصرفي لـ"الثورة": تعافٍ اقتصادي شامل يوم السوريين الجميل...ترامب: ملتزمون بالوقوف إلى جانب سوريا.. الشرع: سنمضي بثقة نحو المستقبل  عصب الحياة في خطر ....  شبح العطش يهدد دمشق وريفها.. والمؤسسة تحذر..درويش لـ"الثورة": 550 ألف م3 حا... أساتذة وطلاب جامعات لـ"الثورة": رفع العقوبات انتصار لإرادة سوريا رحبت برفع العقوبات عن سوريا... القمة الخليجية الأمريكية: صفحة جديدة نحو النمو والازدهار الدكتور الشاهر لـ"الثورة": رفع العقوبات عن سوريا يعكس الثقة بالإدارة الجديدة رفع العقوبات.. الطريق إلى التعافي