النقل ومرارة الانتظار

 

أرخت أزمة النقل والمواصلات بظلالها الثقيلة والخانقة على حياة المواطنين وتنقلاتهم اليومية، فالازدحام على وسائط النقل لم يعد يقتصر على وقت الذروة فقط أو على يوم معين بالأسبوع لكن وطأة المعاناة منها تشتد خلال ساعات الصباح الباكر عند ذهاب الطلاب والتلاميذ إلى جامعاتهم ومدارسهم والموظفين والعمال إلى وظائفهم وأعمالهم اليومية، وترتفع تدريجياً عند انتهاء الدوام الرسمي، حيث يمتد الانتظار أحياناً لساعات طويلة.
ما يزيد الطين بلة عدم وجود مواقف أو مظلات تقي جموع المنتظرين حرّ الصيف أو برد الشتاء وعدم وجود مقاعد صالحة لجلوس كبار السن وغيرهم من المرهقين والمتعبين، إضافة لما يسببه الازدحام الشديد من فوضى وحالات سرقة ونشل تحصل نتيجة التدافع الشديد للظفر بمقعد شاغر، الأمر الذي يؤدي بالكثير من الطلبة والموظفين الذين تضطرهم الظروف إما للمشي لمسافات طويلة بهدف الوصول إلى عملهم بالوقت المحدد، وإما لركوب سيارات الأجرة وبالتالي الوقوع ضحية الابتزاز والاستغلال من قبل سائقي التكاسي الذين لا يتقيدون بتشغيل العدادات ويعملون حسب أهوائهم ومزاجهم دون أي رادع. واللافت للنظر قيام الكثير من أصحاب السرافيس وسائقيها بالتعاقد مع المدارس ورياض الأطفال رغم وجود تعاميم سابقة تقضي بوجوب عدم تعاقدهم مع جهة كانت وتحت طائلة المسؤولية والتهديد بعقوبات شديدة ورادعة.
المَشاهد اليومية المتكررة للازدحام الشديد على المواقف العامة وعلى المفارق وقارعة الطرقات، يستدعي الوقوف على واقع أزمة النقل وإيجاد حلول لها ومراقبة عمل الميكروباصات والسرافيس وتنظيم الضبوط اللازمة بحق المخالف منها، وتقديم قوائم بعدد المسجلة على كل خط للأجهزة المعنية بغية حصر العدد الفعلي العامل على كل خط ومعرفة العدد المتسرب وأسباب التسرب بغية إلزامه بالعمل والإيعاز إلى الأجهزة المعنية بالتشدد في مراقبة عملهم، وتنظيم الضبوط بحق غير العاملة أو غير الملتزمة بخط سيرها. وإيجاد منظومة فعالة للنقل الجماعي السريع والآمن والمربح، ورفد الخطوط بحاجتها الفعلية من الباصات الحديثة والإسراع بمشروع المترو الذي طال انتظاره، وتفعيل استخدام النقل السككي بين المدينة وضواحيها ولا سيما في ظل التناقص الكبير بعدد وسائط نقل الركاب بما يساعد بتخفيف الأزمة التي باتت تشكّل هاجساً حقيقياً لدى الكثير من المواطنين.

بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 2- 10-2019
رقم العدد : 17088

 

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم