ألم تتعظوا؟!..

 

 

رسائل السياسة والميدان هي رسائل واضحة لا لبس فيها، ولا تقبل التأويل أو التخمين، أبرقتها دمشق إلى كل حدب وصوب، وإلى المراهنين على بيادق الإرهاب المدحورة في إدلب، والمقامرين على المهل الزمنية الكفيلة ببقائهم قيد الوجود الميداني، ولكن هل وصلت تلك الرسائل إلى آذان من به صمم، وإن كنا على يقين بالإجابة سلفاً؟!.
ففي الناصية المقابلة لا نزال نرى من يصر على الدوام بأن تعود الأمور إلى المربع الأول، فليس في وارد الأميركي، أو على جدول أعماله، لا البعيد أو القريب، بند يفيد بضرورة إنهاء الأزمة في سورية، أو بوقف استنزاف السوريين، أو عودة المهجرين إلى أراضيهم، ولعل ما يجري على الأرض من استقدام تعزيزات عسكرية للإرهابيين في إدلب، وإيعازه لتكفيريي (النصرة) بمنع المدنيين من الخروج من معبر أبو الضهور، ومؤازرته اليومية لميليشيا الانفصال (قسد) وممارساتها الوحشية ضد الأهالي في الجزيرة السورية، وأيضاً رفضه تفكيك مخيم الركبان ومواصلة احتجاز المدنيين فيه كرهائن، خير دليل على قولنا هذا.
ليس الأميركي وحده من يقامر فهناك أيضاً دماه المتحركة داخل ما يسمى (المجموعة المصغرة)، الناطقة بلسانه على المنابر الأممية، فسرعان ما التقطت الإشارة، وبدأت تعلي من سقوف طروحاتها التي تتناقض بالمطلق مع إرادة السوريين، ومع ما يرونه في مصلحتهم، ومصلحة أولادهم وأحفادهم.
سورية قالتها بشفافية، الدستور سوري بامتياز، ويجب أن يناقش سورياً، بنداً بنداً، وأن يحظى بموافقة السوريين بما يتناسب مع ثوابتهم الوطنية، ولن نقبل بطروحات خارجية أو بمهل زمنية تخدم الإرهابيين ليس إلا، ولا مساومة على وحدة الأرض والسيادة واستقلالية القرار السوري، ومحاربة الإرهاب ستستمر حتى اجتثاث آخر إرهابي أو خائن أو عميل شاء من شاء وأبى من أبى، ولكن هل اعتبر المهزومون ميدانياً، والمحشورون في خانة النفاق سياسياً بهذه المسلمات؟!.
هي دمشق إذن تسكب دلوها السياسي على نيران الألسن الحاقدة فتطفئ جذوة غلها المتقدة، وتضع النقاط على الحروف، بأنه من هنا من قلب سورية الصامدة، وباستبسال حماة ديارها، يصنع النصر المؤزر، فبالسياسة أو بالميدان لا مكان للواهمين، وطروحاتهم مكشوفة الأبعاد والمرامي ميتة في مهدها، وإن أمدها الأميركي بجرعات أوكسجين لإطالة عمرها، أو نفث فيها من مخططاته الهدامة، فمكتوب الهزيمة يقرأ من عنوانه.

ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 2- 10-2019
رقم العدد : 17088

 

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً