مشكلتنا في تطبيقه

 

 

 

لم تكن الشكاوى المتزايدة مؤخراً من أصحاب السيارات عن سوء مادة البنزين المستخدمة في محطات الوقود ومسارعة الحكومة في تشكيل فريق عمل من الوزارات المعنية خلال جلستها الأخيرة لضبط عمليات الغش في البنزين وتنظيم جولات تفتيشية على جميع الحلقات المتعلقة بتأمين المادة من المصفاة وصولاً لمحطات الوقود واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين تصل لإلغاء الترخيص وإغلاق المحطة وكانت المحصلة الأولية لبدء الجولات إغلاق محطتين في دمشق.
نقول لم تكن إلا انعكاساً لحالة الفوضى والفلتان التي يعيشها السوق والتقصير الحاصل من الجهات الرقابية في ضبطه ومراقبة حالات الغش والتلاعب بمختلف أصناف المواد والسلع سواء الغذائية منها أم بالمحروقات (كما حصل مؤخراً حيث تزايدت أعطال السيارات رغم حداثتها جراء البنزين السيئ) والتي وصلت لمستويات خطيرة في بعض الأحيان كونها تجاوزت الخطوط الحمر فيما يخص الغذاء على وجه التحديد وتزايد التحذيرات الواردة على لسان المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نفسها والمهتمين بسلامة الغذاء من أن المخالفات التي تندرج تحت بند المخالفات الجسيمة المضرة بصحة وسلامة الناس تزايدت نسبتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة وضبط بعضها بين فترة وأخرى ولا سيما فيما يخص الغش باللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك البشري دليل عن المراحل المتقدمة التي وصلت إليها حالات الغش في الأسواق وبمختلف المواد تقريباً.
من هنا نؤكد أن التعامل الخجول والمتواضع رغم تفاخر القائمين على وزارة التجارة الداخلية بأرقام الضبوط التموينية المعلنة بين فترة وأخرى مع تفاقم حالات الغش وخطورة بعضها وحصول تجاوزات في أروقة المحاكم لتمييع بعض القضايا المحولة للقضاء هذا طبعاً بحال وصولها يسَّر للغشاشين والمخربين التمادي في تجاوزاتهم طالما أن المحاسبة في أغلب الأحيان بعيدة عنهم وهم الذين خبروا مداخل التهرب منها بعد غض النظر عنهم من قبل ضعاف النفوس.
وعلى اعتبار أن وزارة التجارة الداخلية شارفت على إنجاز تعديلات قانون حماية المستهلك لعام 2015 ليرفع للجهات المعنية لإقراره وإصداره وستكون التعديلات كما أعلنت الوزارة ملموسة وذات أثر ملحوظ على أرض الواقع، لتساهم بشكل فعال وقوي في ضبط وقمع المخالفات التي تحدث في الأسواق والحد من أكبر قدر ممكن من حالات التلاعب والغش بما يضمن حق ومصلحة المستهلك والبائع على حد سواء فإن الإسراع في إصدار القانون مهم جداً بهذه المرحلة ولكن الأكثر أهمية تطبيق القانون على الجميع لأن مشكلتنا لم تكن يوماً في قلة أو ضعف القوانين وإنما في تنفيذها على أرض الواقع.
هناء ديب
التاريخ: الخميس 10- 10-2019
رقم العدد : 17095

 

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...