الجيش يفرض معادلاته

يفرض الجيش العربي السوري اليوم معادلاته بقوة على الأرض، ويرسم بانجازاته الخطوط العريضة للحل السياسي، بعدما حطمت انتصاراته في الميدان كل المشاريع والمخططات التقسيمية، وأجبرت أقطاب العدوان على الرضوخ لمعطيات الواقع الذي كرسه صمود الجيش في مواجهة التنظيمات الإرهابية، فبدؤوا بالجنوح نحو إعادة مقارباتهم العسكرية والسياسية، تحاشيا لهزائم جديدة، قد لا يكون بمقدورهم تجنب تداعياتها.
دخول وحدات الجيش إلى العديد من المدن والقرى بأرياف الحسكة والرقة وحلب، أكبر شاهد على تسليم منظومة العدوان بهزيمة مشروعها، ولعل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الدولة السورية هي المعنية بحماية المكون الكردي من العدوان التركي هي اعتراف واضح بأن الجيش العربي السوري هو الضمانة الوحيدة لحماية السوريين ضد أي غزو خارجي، وبأنه صاحب الكلمة العليا في الميدان، ويمتلك الحق الشرعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار.
كذلك فإن تصريحات ترامب التي رافقت إعلان انسحاب قواته المحتلة، وتخليه عن مرتزقته» قسد»، إضافة إلى إقراره قبل أيام بأن حروب بلاده في المنطقة كانت أسوأ قرار اتخذته أميركا في تاريخها، تشير بكل وضوح إلى هزيمة المحور الداعم للإرهاب سواء في سورية، أو غيرها من دول محور المقاومة، على اعتبار أن أميركا تشكل رأس الحربة، في كل المشاريع التي تستهدف شعوب المنطقة، وعندما تعلن هزيمتها، فلا ريب أن كل أدواتها الغربية والإقليمية والمستعربة ستسير في ركبها، بشكل أو بآخر، وتلويح فرنسا بالانسحاب من «التحالف الأميركي» المزعوم، مثال حي على ذلك.
مع تسارع الأحداث والتطورات الميدانية على إيقاع إنجازات الجيش المتلاحقة، تتلاشى كل أوهام المراهنين على إضعاف الجيش، وتتهاوى معها مشاريع استعمارية كبيرة، وسرعان ما سيدرك نظام المجرم أردوغان أنه لن يحصد من وراء عدوانه سوى المزيد من الارتدادات العكسية على الداخل التركي الذي ضاق ذرعا من سياساته الداعمة للإرهاب، والتي خلقت المزيد من العداوات مع دول الجوار، والكثير من بلدان العالم، حيث أن رهانه الدائم على الإرهاب لن يدوم طويلا، ولن يكون مصير فلول التنظيمات الإرهابية التي يمتطي سرجها في سورية اليوم مختلفا عن مصير عشرات آلاف الإرهابيين الذين تم دحرهم على يد الجيش العربي السوري في الكثير من المناطق التي كانوا يعيثون فيها خرابا ودمارا في السابق.

ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 16-10-2019
الرقم: 17099

آخر الأخبار
من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات