القوة.. لمواجهة «منع السلام»

 يجدر تسمية العملية التركية في شمالي شرق سورية بـ (منع) السلام بدلاً من (نبع السلام) الإبادية للكرد خوفاً من انضمام نحو 20 مليون كردي في تركيا وما يستتبع ذلك من تغييرات جغرافية تزعزع حلمه كما كان يطمح كسلطان للمسلمين، والمتابعون يعرفون أن أصحاب المشروع التقسيمي هزموا. وما تحرك الجيش العربي السوري الأخير إلى شمالي شرقي سورية إلا رسالة ميدانية للأتراك والعالم بأن اللعبة انتهت وأن استعادة الأراضي السورية مسألة سيادية، وأن أي عدوان أصبح يعيش في ربع الساعة الأخير، وأي حلم تركي فيما يسمى بالمنطقة الآمنة هو ليس إلا وهم، وأن الطريق أغلقت نهائياً أمام نوايا الترك حتى في لعب دور أكبر في سورية، وكل محاولاتهم لإطالة أمد الحرب باءت بالفشل، وبالتالي فإن أحداً لن يحصل بعد الآن من خلال فرض الأمر الواقع أو حتى في المفاوضات كائناً من كان بعد ما فشلوا في الحصول عليه في الميادين، وإن الكلمة الأولى والأخيرة هي للقيادة السورية ولجيشها الباسل وهذا وحده الذي أرغم معظم المتآمرين على سورية الأسد (بالاعتراف بالمقدرة على الصمود ما يعني أن القيادة الحالية هي القيادة الوحيدة التي يمكنها الاستمرار).
لم يكن يخفى على أحد أن تركيا بعمليتها البتراء كانت تهدف إلى ضم أرض سورية بشكل ملتوٍ ولقد قدّمت سابقاً نموذجها في عفرين وبعض من ريف إدلب حيث بات التتريك واضحاً لطمس الهوية العربية وهي نوع من أنواع المحاولات التركية لمراجعة اتفاقية لوزان التي حددت حدود تركيا الحاضرة والتي تدّعي تركيا أنها سلخت منها قطاعاً بطول 1100 كم وبعمق يصل إلى 40 كم ويشمل الموصل في العراق والحسكة وحلب ضمناً في سورية.
أما بعض الكرد السوريين المغرر بهم فقد صدقوا أنفسهم أن بإمكانهم بناء كيان انفصالي ولو فكّروا قليلاً لعرفوا أن حلمهم مستحيل التحقيق.
وفي مواجهة العدوان العام وهذين المشروعين تخوض سورية هذه الأيام حربها معتمدة خططاً واستراتيجيات وضعت فيها الأولويات الميدانية، وتمكنت من استعادة أكثر من 80 % من أرضها.
المعروف أن تركيا ماطلت في القيام بالتزاماتها في إدلب ما أخّر عملية الجيش العربي السوري وفقاً لمقتضى الحال، لكنها ومرة أخرى تنصلت واتجهت إلى شرقي الفرات لتنفذ مشروعها بالقوة بعد تحضير وتنسيق دولي وبعد قرار أميركا بالخروج من القطاع الشمالي للفرات وضبابية روسية (مدروسة) تقتضيها مستلزمات العمل، ووضوح إيراني مبدئي.
إن الاندفاعات التركية وضعت مواطني الجمهورية العربية السورية من الكرد أمام واحد من خيارات منها
إما المواجهة واحتمال الإبادة الجماعية، أو الانكفاء إلى الداخل دون قتال بعيداً عن المنطقة الآمنة والتظلل بالحماية الأميركية المؤقتة، أو العمل مع الحكومة السورية وتسليمها مهمة الدفاع عن الوطن.
وتبين للمواطنين السوريين الكرد أن الحل الأول سيكون بمثابة انتحار، والثاني مقامرة غير مضمونة، ولم يبق أمامهم إلا الخيار الثالث وهذا ما بدؤوا به فلجؤوا إلى روسيا لتوسيطها في عملية العودة إلى حضن الدولة وتلقفت سورية عودة الابن العنيد ولم تتوقف عند ما يروّج من شروط وأقاويل فالجيش العربي السوري هو أولاً وأخيراً المسؤول عن الدفاع عن حدود الوطن وبات في الخطوط الأمامية لقطع الطريق على الاحتلال التركي الذي لن تجرؤ تشكيلاته على مواجهته.
وإن غداً لناظره قريب….

د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 22-10-2019
الرقم: 17104

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم