مسرح… عرض (التباس)..كوميديا لطيفـة رغـم السوداوية

أكثر النصوص المسرحية تميزا هي القادرة على أن تكون صالحه لكل الاوقات، فهي كذلك بكونها تحمل تحديدا القضايا الانسانية بين سطورها.. من هنا فهي حاضرة دوما بين الناس.. من النصوص المسرحية التي تعود الى المسارح من فترة لاخرى نصوص الكاتب الايطالي داريوفو التي تحمل هذا الجانب، ومن هذا المنظور هي مصدر ابداع للكثيرمن المبدعين.. وكان عرض (التباس)الذي تابع عروضه على صالة مسرح الحمراء بدمشق، وقد سبق له العرض في مدينة اللاذقية، حيث لاقى الاعجاب أينما حط.
العرض من اعداد وإخراج سليمان شربية… تسلسلت احداثه وفق أسلوبية فنية، لها خصوصيتها، اتسمت بالطابع الكوميدي، وتداخلت العلاقات وفق بيئة درامية، قريبة من عوالمنا، أتاحت تقديم الكثير من المعادلات الاجتماعية والنقد بشكل غير مباشر لسلوكيات سلبية، لطالما تنافي الحياة السلوكية القويمة، وكان هناك الكثير من المؤشرات الدرامية الخاصة، التي تؤهل الانطلاق الى أعماق حوادث اخرى وأبعاد مختلفة عما هو بارز من خلال تلك العلاقات.. حيث ظهرت مجموعة من العلاقات, جسدت صورا أخرى من الفساد, الذي استشرى في النفوس، والى حد بقيت تفاصيله هي المألوفة, فأصبح النفاق والكذب شطارة ومهارة حياتية، واصبحت الخيانة فعلا طبيعيا.. استشرى الفساد الى حد قبوله, فكان الخراب للقيم والسلوكيات الانسانية, كان هناك الكذب والنفاق والمبالغة والنصب والاحتيال، فبدت هي السائدة وماعدا كل تلك الاشياء فهو غريب..
العرض المسرحي (التباس)، بدأت عوالمه و أحداثه تصاعديا بدخول لص إلى بيوت أحد الاغنياء لسرقته بدافع الحاجة, فيجد نفسه تحفة أخلاقية أمام ما رآه، حيث يكتشف في ذلك البيت الفخم عالما آخر، يتزاحم فيه الغش والخداع والسرقة والخيانة, ليجد امامه سلوكيات توازي فعلته، بل اسوأ بكثير مع اختلاف الدوافع، فهو مضطر اما الاخرين ف لا.. فصاحب البيت يخون زوجته, وزوجته تخونه مع صديقه,هذا عدا عن التشدق بالكذب والاستعلاء، وهم اكثر الناس وضاعة.. فيتحلى عبر كل ذلك موازاة بين العالمين الذي جسده اللص حيث أراد السرقة بفعل الحاجة، وهؤلاء الاغنياء الذين يقترفون افعالا سيئة لجمع المال وجمع المال فقط، مهما كان المقابل من الخراب الاخلاقي والنفسي, فذاك المنزل حمل الكثير من العلاقات السيئة والقيم البشعة.
وقد سلط العرض الضوء على علاقات طرأت على المجتمع في الفترة الاخيرة, وعلى تجار الازمات الذين اغتنوا من استغلال ازمات الناس ومأساتهم.. وقد بدأ العرض بالاضاءة على تلك المسألة الخاصة, وهي ضرورة التحلي بالاخلاق, مستندا على حامل درامي واسع الطيف في دلالاته، متضمنا شبكة من العلاقات, حاول صناع العرض تضمينها المناقشة لقضايا واقعية كثيرةـ مترافقا مع أسلوب كوميدي عن قصد، كمحاولة لانتزاع الابتسامة وسط سوداوية واقعنا المأساوي، دون التخلي عن معالجة مشاكل قريبة من الناس وهمومهم، تحاكي عقولهم وتعالج أوضاعهم لكن بالاسلوب المسرحي، الذي يحمل المتعة المقنعة، التي أتت ضمن سياق درامي منطقي، قادر على تحقيق القبول بالرغم من كل شيء.
آنا عزيز الخضر

التاريخ: الجمعة 25- 10-2019
رقم العدد : 17107

 

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق