أصدقاء الإرهابيين والاصطفاف الأميركي

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحريرعلي قاسم:
عجزت مائدة أردوغان المفروشة لأصدقاء الإرهابيين عن تغطية التفاوت الحاد بين طموحها وبين الواقع القائم الذي يسجل اضمحلالاً واضحاً بعدد المشاركين،

لكنها نجحت في إظهار مقعد الأميركيين في عربة الصداقة «الميمونة» للإرهاب، حيث يخرجون جميعاً – أسياداً وأدوات – وفي جعبتهم أوراق متشابهة وقد تحولت إلى رماد بعد ان لذعت نيران احتراقها أصابع اليد التي فردتها على الطاولة رغم الإسهاب في الشرح والإطالة في التبرير.‏

وفيما ينشغل رعاة الاجتماع في الحفاظ على ماء الوجه المندلق بانكسارات ومخاوف وارتدادات، كانت الهواجس تتنازع أفكار بقية المشاركين الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارات تفضي إلى العبث بما تبقى من بدائل لا طائل منها، وتجتر في محاكاتها وجعاً لا شفاء منه.‏

المسألة لا تحتاج لكثير من العناء لفهم تداعيات المشهد برتمه الجديد، حيث كيري يريد أن يتوج أولى مشاركاته كمايسترو يجري التجربة الأولى في قيادة جوقته، ولا يزال في طور التعرف على تفاصيل معزوفاتها وتحديداً القديم منها بإعادة التأكيد عليها ليقدم القرينة الدامغة على أن العرج في السياسة الأميركية لا تحكمه النيات الشخصية، بقدر ما تتحكم فيه حسابات المصالح المتعرجة حتى لو تعددت الوجوه.‏

على المقلب الآخر يدرك المستضيفون أن بريق الأضواء يخفت تلقائياً ويرسم خطاً يتعرج هو الآخر في انحداره، سواء في حماسة المشاركة، أم في الطروحات التي يمكن الاتكاء عليها لرسم بدائل لما كره المشاركون اجتراره في كل لقاء، وحتى الصور التذكارية لم تعد تستهوي الكثيرين منهم.‏

وحدهم القطريون يمارسون أقصى درجات الاستنفار والتجييش، للدفع بسائر الشركاء الآخرين إلى الورطة التي يتخبطون فيها، من دعم للتسليح العلني للإرهابيين والخشية من الانزلاق منفردين في قفص الاتهام بدعم الإرهاب، حيث تمارس الماكينة القطرية أعلى درجات الابتزاز، ويتساوى في ذلك المستضيفون مع المترئسين والحاضرون مع الغائبين المتعاطفين .‏

ما يسجل لأعداء سورية أنهم كانوا «جديرين» بدعم الإرهاب، وسبّاقين في تحطيم كل قواعد العمل الأخلاقي، وتقويض أسس العمل السياسي والدبلوماسي، ورفع وتيرة التصعيد الإعلامي والعسكري في الآن ذاته، لتحاكي من خلاله سوابق غير معهودة في مقاربات علنية تستمد حضورها من فكر الإرهاب ومن طريقته ومن أسلوبه، بما تشكله من انعطافة هي الأخطر في تاريخ العلاقات الدولية.‏

وسيسجلون في محاضر جلساتهم أنهم كانوا المدافعين عن الإرهابيين والقتلة والمرتزقة من أصقاع العالم، وسيدوّنون في يومياتهم أنهم كانوا الأوفياء لفكر القاعدة وأخواتها ومشتقاتها، والمشجعين على استعار حضورها .‏

كان لأصدقاء الإرهابيين في سورية جولتهم التي انتهت بإعلان الاصطفاف الأميركي الواضح والصريح مع الإرهابيين قبل أصدقائهم ومع القتلة قبل مموليهم ومع المرتزقة قبل رعاتهم وحماتهم .‏

لم يكتفِ أصدقاء الإرهابيين بما ارتكبوه على مدى عامين ونيف، بل شرّعوا إلى إشعار آخر نزيف الدم على يد الإرهابيين والقتلة والمرتزقة، حيث يجاهرون اليوم بقدوتهم في واشنطن وغيرها من عواصم الغرب، التي تدرك أنها يجب ان تتهيأ منذ اللحظة لتلقي نتاج ما زرعته ولتقطف ثمار ما رعته وتبنته، ولقبض فوائد ما صرفته من مال على الإرهاب والإرهابيين.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية