الملحق الثقافي:
لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، من قبيلة هوازن، عاش أكثر من مئة عام. هو من الشعراء المخضرمين، وكان معظم شعره في الجاهلية، ولم ينظم بعد إسلامه إلا قصيدةً واحدة، عبَّر فيها عن الإسلام وسموه وسماحته، وهو من أصحاب المعلقات السبع، فقد نظَّم معلقة من 88 بيتاً، دارت حول الديار والغزل والكرم والافتخار بالنفس والقوم.
نشأ يتيماً، إذ قُتل والده على يد بني أسد في يوم ذي علق، وكان حينها لا يتجاوز العاشرة، فكفله أعمامه، ونشأ في نعيم ورخاء، ظهرت عليه ملامح فصاحة اللسان وقوة التعبير، وأصبح متحدثاً باسم قومه، في مجلس النعمان بن المنذر ملك الحيرة. وبرز في الحروب، فكان فارساً شجاعاً.
له ديوان شعر طبع للمرة الأولى عام 1880، وقد ترجم إلى اللغة الألمانية، وأبرز ما فيه المعلقة. اشتهر شعره بمتانة الألفاظ وقوة الكلمات، وفيه وصف الحياة البدوية وصفاً دقيقاً.
أعلن إسلامه، وترك كتابة الشعر. استقر في الكوفة بعد إسلامه، وتوفي فيها عن عمر يناهز المئة عام، قضى منها 90 عاماً في الجاهلية، والباقي في الإسلام، حيث توفي في عهد معاوية بن أبي سفيان، في أواخر عام 660م.
يقول في معلقته:
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا
بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا
خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَا
دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَا
حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَا وَحَرَامُهَا
رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا
وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَا
مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِنٍ
وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَا
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَتْ
بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَا
عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ بِهَامُهَا
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا
زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَا أَقْلامُـهَا
التاريخ: الثلاثاء29-10-2019
رقم العدد : 971