قانون منتظر ولكن..

 

 

 

 

رغم أن الواقع المعيشي والاقتصادي ودوامة البحث عن دخل إضافي جديد على صعوبته لدعم جرة الراتب الفارغة تقريباً يتصدر أحاديث أغلبية الناس جراء التراجع الكبير في القدرة الشرائية واتساع الهوة بشكل كبير وغير مسبوق بين الدخل المتواضع والاحتياجات المتزايدة.
إلا أن ما تقدم على أولويته لم يلغ أو يخفف أبداً من صوت الشارع السوري المطالب بضرورة تصدي الجهات التنفيذية والهيئات الرقابية المعنية للفساد والفاسدين بعد المراحل المتقدمة التي وصل لها وفي مختلف المفاصل الوظيفية وتداعيات توسع دائرته الواضحة على حياتهم والدور التخريبي له على الأداء الاقتصادي والخدمي والاجتماعي ناهيك على أن كل هذا ترافق وعلى مدى سنوات عديدة سابقة بمحاسبة لم ترتق حتى الآن لمستوى تفشي الفساد وأثره السلبي على المجتمع ككل وعمل متواضع لأجهزة وهيئات لم تضطلع بأدوارها المطلوبة ووفق الصلاحيات الواسعة التي أتاحها قانون إحداثها لذلك جاءت المحاسبة بحال تمت ناقصة لأنها غالباً لا تصل إلا للأسماك الصغيرة في حين تبقى الحيتان تسرح وتمرح في فسادها.
من هنا قد يتلقف البعض مشروع قانون الإفصاح عن الذمة المالية الذي طرحته قبل أيام وزارة التنمية الإدارية للنقاش مع مسؤولين وأصحاب الاختصاص رغم أنه يحتاج للكثير من التوضيح ولا سيما فيما يتعلق بالهيئة المزمع تشكيلها لتتولى مهمة الكشف ومستوى التمثيل فيها بكثير من الترحيب لتعطشهم فعلاً لمحاسبة جدية عمادها قانون يحاسب الجميع دون استثناء لأحد مهما كان موقعه أو كما يقال عند العامة أنه (مدعوم) والمحاسبة بعيدة عنه ليكون كل مسؤول في موقع عام تحت مظلة القانون ومن لحظة توليه لمهامه.
وبالمقابل يبدي العديد من المهتمين وحتى المواطنين الكثير من التحفظ تجاهه خاصة لجهة التنفيذ الحقيقي للقانون على الأرض والمعايير التي تضمن وصول أشخاص أكفاء ومشهود بنزاهتهم للهيئة لا أن يبقى كغيره في دائرة الأفكار والطروحات الجريئة ولا سيما أن الأشهر الأخيرة شهدت كلاماً وتصريحات حكومية كثيرة عن نية جادة بكشف ملفات فساد كبيرة ستفاجئ الجميع دون أن نشهد حقيقة نتائج مرضية أو توازي حجم الفساد المنتشر.
وبغض النظر عن وجهتي النظر المحقتين فإن الإسراع وليس التسرع في اقرار القانون وتوضيح بعض التفاصيل فيه كي يرى النور يعكس دون شك نية وتصميم الجهات المعنية تضييق مساحات عمل الفساد والفاسدين من أعلى رأس الهرم لقاعدته والحد من تداعياته الخطيرة على المواطن والوطن ويؤسس لعلاقة ثقة حقيقية بين الناس والجهات المسؤولة.
هناء ديب

 

التاريخ: الخميس 31 – 10-2019
رقم العدد : 17111

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟