الإصلاح والإعمار..

 

 

أعتقد جازماً أن نجاح بلدنا بإعادة إعمار ما دمرته الأزمة والحرب العدوانية التي تعرضت لها، ومن ثم تطويرها لأفضل مما كانت عليه، متوقف إلى حد كبير على نجاح القائمين على مؤسساتها المختلفة في الإصلاح بأشكاله ومضامينه المتعددة، لأن بقاء واقعنا التنفيذي والرقابي والقضائي على ما كان منذ ما قبل الأزمة وحتى الآن سيمنعنا من تحقيق أي إصلاح وتطوير.
والإصلاح لمن لا يعرفه يعني إعادة تقويم الشيء وإتمام ما يعتريه من نقصان يفسد وظيفته وهو عمل غايته إصلاح الأمر في إطار السلم وليس العنف، وعملية تأخذ بعين الاعتبار الوضع القائم وتنطلق منه بتثبيت الصالح فيه وتعديل وتقويم الفاسد منه والانتقال به إلى وضع جديد أفضل.
والسؤال هل لدينا الإرادة الصلبة والصادقة والإدارة الناجحة من أجل ذلك؟ وأين خططنا الورقية وخطواتنا العملية التي يمكن أن توصلنا لتحقيق الإصلاح المطلوب؟ المؤشرات والمعطيات المتوافرة، والقرارات والممارسات التي نشهدها تجيب بلا على السؤال الأول، وبعدم وجود هذه الخطط والخطوات على السؤال الثاني.. وهذا يعني أن الإصلاح – الذي يطالب به شرفاء الوطن الذين واجهوا الإرهاب وضحوا بالغالي والنفيس من أجل بقاء وطنهم ومشروعه المقاوم والحضاري – ما زال بعيد المنال بكل أسف.
وهنا أقول إن إبعاد هذا وتقريب ذاك وإعفاء شخص من موقعه وتعيين بديل عنه بناء على علاقات شخصية ومصلحية وليس بناء على أسس ومعايير دقيقة هو قمة الفساد ويتناقض كلياً مع أي إصلاح، وتجاوز القانون من قبل أصحاب القرار ومن قبل القائمين على تطبيقه لمصلحة تجار الأزمة والحرب وأصحاب رؤوس الأموال هو قمة الفساد والمتناقض بشكل جذري مع الإصلاح، وعدم اتخاذ أي قرار محلي أو مركزي من قبل من بيدهم الاقتراح أو القرار إلا بما يخدم مصالح المتنفذين والسماسرة ورجال المال وليس المصلحة العامة هو قمة الفساد الذي يتناقض مع أي إصلاح..الخ.
لكل ماتقدم وغيره لا بد من البدء بالإصلاح وسريعاً والنجاح في تحقيقه لأنه أحد الشروط الأساسية لنجاحنا في إعادة إعمار البشر والحجر.

هيثم يحيى محمد

 

التاريخ: الخميس 31 – 10-2019
رقم العدد : 17111

 

آخر الأخبار
من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات