مـأســــاة العــالـــم بين جـــدران البيت الأبيض

 

 

في حال تحولت حكومة ما إلى استبدادية وفُرض ديكتاتورا عليها، فإن التقدم التكنولوجي الذي تحظى به مخابرات هذه الحكومة ستتيح له بفرض السيطرة الكاملة ولن يتمكن الشعب بهذه الظروف الدفاع عن نفسه لأن أي خطوة ستتخذ حتى وإن كانت منفردة ستكون مراقبة من جانب الحكومة.
فرانك تشيرش (١٩٢٤- ١٩٨٤) محام وسيناتور أميركي ورئيس لمجلس الشيوخ في نشرة متلفزة «تعرف على الصحافة»، عام ١٩٧٥ قال: «كنت مديرا لوكالة المخابرات المركزية CIA لقد كذبنا، خدعنا وسرقنا… اتبعنا دورات تدريب متقدمة، هذا يذكر بأمجاد الدولة الأميركية».
مايك بومبيو (١٩٦٣) مدير سابق لـ CIA ووزير خارجية ترامب في خطاب له بجامعة تكساس عام ٢٠١٩ قال: «يجب أن تعرفوا أن لدي دعما من الشرطة والجيش… يحمي ظهري رجال أشداء لطفاء حتى الآن، لكن إلى حد معين وفي حالة معينة كتلك سيصبحون سيئين جدا معي حينها».
دونالد ترامب (١٩٤٦) الرئيس الـ ٤٥ للولايات المتحدة ومالك لفنادق وكازينوهات (حسب تصريح له لوكالة Breitbart News نشر في آذار ٢٠١٩).
بدا انتخاب دونالد ترامب – رجل أعمال اليمين المتطرف من نيويورك عام ٢٠١٦- مأساة بالنسبة للولايات المتحدة وللعالم بأسره حيث تفاقمت الأخطاء والكوارث في ظل حكومته التي افتقرت إلى الخبرة وأكدت عدم أهليتها لذلك.
سياسيا، لم تعرف الولايات المتحدة رئيسا يرفض المبادئ الأساسية للدستور الأميركي – أي الفصل بين السلطات ونظام دعامات الحكومة المتساوية – والمبدأ الأساسي للديمقراطية الذي ينص أنه لا مواطن فوق القانون.
منذ وصول ترامب للحكم في ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٧ وهو يتحدث كما لو أنه فوق كل القوانين. أيضا شهدنا في فترة حكمه سلسلة من فوضى السياسات التي لم نعرف لها مثيلا في العديد من المجالات: الاقتصادية، الأموال العامة والتجارة الدولية والسياسة الخارجية، تبين أنه في تلك الأخيرة كانت سياسته سيئة بشكل لا يصدق، هذا هو الحال أيضا في سياسته الاجتماعية التي أدت إلى ظهور تفاوت في الدخل والثروات في الولايات المتحدة والعودة إلى أيام ١٩٢٠ .
لنتأمل في البعض من سياساته:
١- هاجس ترامب لسوق البورصة
سوق الأوراق المالية او البورصة ليست الاقتصاد، في الواقع حدث أغلب حالات ركود اقتصادي ويكاد في الماضي حين كان سوق المال في أوجه وبحال حدوث فقاعة مالية، فغالبا يحدث انهيار في البورصة نتيجة سياسات اقتصادية ونقدية سيئة تشجع على المضاربة وبالتالي تقود إلى أزمات مالية مرعبة.
مثل هذا الأمر حدث قبل الكساد الكبير ١٨٧٣- ١٨٧٩، وكذلك قبل الأزمة المالية لأعوام ١٩٢٠-١٩٢١ وقبل الركود الاقتصادي لسنوات الثلاثينات وكذلك قبل كل ركود ضخم على غرار الكساد الأخير لأعوام ٢٠٠٧-٢٠٠٩.
هذه ليست بالمهمة السهلة، فالقادة الأغبياء قد يقودون سوق الأوراق المالية إلى مستويات لا تحتمل فيكفي طباعة المزيد من الأوراق المالية وينجم عن ذلك نتائج سيئة.
٢- المشكلة الأميركية التي تحولت إلى مشكلة عالمية
لو أن «حالة ترامب» لم تكن سوى مشكلة داخلية لكانت الأنظمة السياسية والقضائية الأميركية تمكنت من حلها، لكن ترامب يدعي انه فوق القانون ويتصرف كما لو أنه لا يوجد قانون دولي، لهذا تسبب سلوكه بحدوث مشكلة دولية وليس أميركية فقط.
ترامب يظن نفسه «ملك العالم»: فتارة يهدد «بتدمير كامل» لدولة أجنبية كما هو الحال بتهديده لكوريا الشمالية، وتارة أخرى صرح عن استعداده لتدمير دولة أخرى مثل تركيا.
من غرائب الأمور التي لا يمكن تصديقها أن يظهر شخصا ذا قدرات عقلية محدودة على ساحة السياسة الدولية في القرن الـ ٢١ ، وإن ما يثير المخاوف في ترامب أنه يحيط نفسه «بضباط محترفين» ولا يوجد من يقف في وجه قراراته الخطيرة والمدمرة، فهو يفكر ويتصرف كما لو أنه الحكومة بأكملها.
النتائج الاقتصادية لسياسة ترامب
القطاع الخاص في الاقتصاد الأميركي هو الأكثر إنتاجية في العالم مع ذلك علينا توقع التأثير السلبي لنهج ترامب الفوضوي على هذا الاقتصاد.
حالياً قطاع الصناعات التحويلية الأميركي دخل بحالة ركود اقتصادي، كذلك يعاني القطاعان العام والعسكري من عجز موازنة كبير وعلى المدى الطويل، أيضا يعاني المستهلك ديونا مرهقة، وتعاني التجارة الخارجية الفوضى نتيجة الحروب التجارية المتكررة التي تشنها حكومة ترامب.
سيأتي اليوم الذي تنهار فيه هذه البنية الاقتصادية الضعيفة المبنية على الديون والمعاملات التجارية، وإذا أخذنا باعتبارنا التغيرات التكنولوجية الهامة التي على وشك أن تترسخ في السنوات القادمة سندرك ان الركود الاقتصادي القادم سيكون أكثر قسوة.
النتائج السياسية والاجتماعية
اصبحنا نعرف الآن أن ترامب كان المسبب الأساسي في انقسام الشعب الأميركي، على سبيل المثال منذ انتخابه ازداد الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين.. أيضا كشف مركز بحوث بيو عن ازدياد التفاوت الطبقي في المجتمع لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة.
الأضرار التي تسبب بها ترامب جسيمة ونأمل ألا تجري الأمور من سيئ إلى أسوأ.

موندياليزاسيون
بقلم: رودريغ ترامبليه
ترجمة: سراب الأسمر
التاريخ: الجمعة 1 – 11-2019
رقم العدد : 17112

 

آخر الأخبار
تفاهم بين وزارة الطوارىء والآغا خان لتعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث رحلة التغيير.. أدوات كاملة لبناء الذات وتحقيق النجاح وزير الصحة من القاهرة: سوريا تعود شريكاً فاعلاً في المنظومة الصحية في يومه العالمي ..الرقم الاحصائي جرس إنذار حملة تشجير في كشكول.. ودعوات لتوسيع نطاقها هل تتجه المنطقة نحو مرحلة إعادة تموضع سياسي وأمني؟ ماذا وراء تحذير واشنطن من احتمال خرق "حماس" الاتفاق؟ البنك الدولي يقدم دعماً فنياً شاملاً لسوريا في قطاعات حيوية الدلال المفرط.. حين يتحول الحب إلى عبء نفسي واجتماعي من "تكسبو لاند".. شركة تركية تعلن عن إنشاء مدن صناعية في سوريا وزير المالية السعودي: نقف مع سوريا ومن واجب المجتمع الدولي دعمها البدء بإزالة الأنقاض في غزة وتحذيرات من خطر الذخائر غير المنفجرة نقطة تحوّل استراتيجية في مسار سياسة سوريا الخارجية العمل الأهلي على طاولة البحث.. محاولات النفس الأخير لتجاوز الإشكاليات آلام الرقبة.. وأثر التكنولوجيا على صحة الإنسان منذر الأسعد: المكاشفة والمصارحة نجاح إضافي للدبلوماسية السورية سوريا الجديدة.. دبلوماسية منفتحة تصون مصلحة الدولة إصدار صكوك إسلامية.. حل لتغطية عجز الموازنة طرق الموت .. الإهمال والتقصير وراء استمرار النزيف انضمام سوريا إلى "بُنى".. محاولةٌ لإعادة التموضع المصرفي عربياً