الثورة :
رحّب الاتحاد الأوروبي، اليوم، بإعلان اعتماد خارطة طريق لمعالجة الأزمة في محافظة السويداء، واعتبرها خطوة محورية نحو حل مستدام يحافظ على أمن سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وقالت المتحدثة الرئيسية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد، أنيتا هيبر، في تصريح بشأن الاتفاق الثلاثي بين سوريا والأردن والولايات المتحدة حول السويداء: “نشجّع التنفيذ السريع للاتفاق واستمرار الحوار بين جميع الأطراف، بهدف التوصل إلى حل يحمي جميع السوريين دون تمييز ويحافظ على أمن سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها”.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل دعوته السلطات الانتقالية إلى ضمان انتقال سياسي شامل يلبي تطلعات جميع السوريين.
وطلبت سوريا والأردن والولايات المتحدة الأميركية، الخميس، اعتماد “خارطة طريق حل الأزمة في السويداء” كوثيقة رسمية لدى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها لتثبيت اتفاق محلي على مستوى المنظمة الدولية وتحويله إلى إطار ملزم للتنفيذ.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي، ونظيره الأردني وليد عبيدات، والقائمة بأعمال البعثة الأميركية دوروثي شيا، وجّهوا رسالة مشتركة إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن تتضمن تفاصيل خارطة الطريق، تمهيداً لاعتمادها كوثيقة رسمية تعكس الإرادة المشتركة لضمان الاستقرار في الجنوب السوري.
ويعني اعتماد أي ورقة كوثيقة رسمية في الأمم المتحدة لإدراجها ضمن السجل الأممي لتصبح مرجعاً رسمياً أو أداة تنفيذية قابلة للتصويت عليها كقرار في مجلس الأمن، ما يمنحها قوة قانونية ويُلزم الدول الأعضاء بتنفيذها وفق ميثاق المنظمة. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ترفع الاتفاق إلى مستوى جديد يجعله أكثر من مجرد تفاهم سياسي.
حظي التحرك السوري ـ الأردني ـ الأميركي بترحيب واسع عربياً ودولياً، فالإمارات ثمّنت في بيان رسمي الجهود التي بذلتها عمان وواشنطن لإنجاز الاتفاق، وأكدت أهمية ترسيخ التهدئة وصون وحدة الأراضي السورية وتعزيز سيادة الدولة والقانون.
وفي اليمن وصفت وزارة الخارجية الخطة بأنها خطوة إيجابية نحو تعزيز السلم الأهلي، ودعت المجتمع الدولي إلى دعم تنفيذها. أما فرنسا فاعتبرتها “خطوة أولى مشجعة نحو خفض دائم للتصعيد”، وشددت على حماية المدنيين ووحدة سوريا كركيزتين لأي مسار دبلوماسي مستقبلي.
تركيا بدورها وصفت الاتفاق بأنه نقلة نوعية للحفاظ على الهدوء ومنع تجدد الصراع، مؤكدة استمرار دعمها للسلام والأمن لجميع مكونات الشعب السوري على أساس احترام وحدة البلاد وصون سيادتها. كما أبدت قطر والسعودية والأردن تأييداً مشتركاً للخطة، واعتبرتها تجسيداً للإرادة الجماعية لبناء مستقبل سوريا جديد وتوطيد الأمن والسلام في المنطقة.
الاجتماع الثلاثي الذي استضافته دمشق بحضور وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي توم باراك، أقرّ خارطة طريق تقوم على وحدة الأراضي السورية وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لجميع المواطنين.
وتشمل أبرز بنود الخطة الإفراج عن جميع المحتجزين والمخطوفين وتحديد المفقودين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الحكومة السورية، وإنهاء التدخلات الخارجية، وتسهيل الوصول إلى الأدلة الخاصة بجرائم القتل والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لضمان المساءلة القانونية.
كما تتضمن سحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة، ونشر قوات شرطة مؤهلة، ودعم جهود الصليب الأحمر في الإفراج عن المحتجزين وتسريع عمليات التبادل، فضلاً عن إعادة بناء القرى المتضررة وتسهيل عودة النازحين، وإطلاق مسار مصالحة داخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم.
وكان المبعوث الأميركي توم باراك قد وصف الخارطة بأنها “مسار يمكن لأجيال السوريين القادمة أن تسلكه”، مؤكداً أن الخطة لا ترسم فقط عملية الشفاء، بل تفتح الطريق أمام بناء دولة تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات.