من نبض الحدث… اللصوصية والإرهاب .. شراكة أميركية تركية في أبشع صورها

 

شراكة الإرهاب واللصوصية القائمة بين الولايات المتحدة ونظام اللص أردوغان باتت في أوضح وأبشع صورها كما لم تظهر من قبل، فوقاحة تصريحات ترامب المتكررة بخصوص سرقة النفط السوري، وما تجريه قواته المحتلة من عملية إعادة انتشار، تلتقي مباشرة مع العدوان التركي، ومع أعمال النهب التي تمارسها عصابات أردوغان والميليشيات الإرهابية بمنطقة الجزيرة السورية.
صار واضحاً أن الانسحاب الأميركي المزعوم إنما هو كذبة كبرى لن تستمر طويلاً، إذ لن يُسمح بإعادة انتشار وتموضع القوات الأميركية الغازية حول المناطق الغنية بالثروات النفطية تحت أي عناوين، وكل العناوين المطروحة كاذبة مُخادعة، ما من هدف لأميركا منها إلا القرصنة والسرقة ومحاولة ترسيخ احتلالها بالمناطق التي تشهد إقامة قواعد احتلالية جديدة بعد تفكيك مثيلاتها في مناطق أخرى.
على التوازي، تمارس قوات اللص أردوغان المعززة بالميليشيات الإرهابية العدوان والسرقة والنهب والتهجير، والهدف القذر المُتفق عليه مع واشنطن لا يتوقف عند حدود الوهم الخاص بإقامة المنطقة الآمنة، بل يتجاوزه ويُحاكي أهداف وأوهام العدوان الأُولى، لتَبرز ربما تجليات حماقات الانفصال عن الواقع بالصورة الأكثر وضوحاً!.
أحد التّجليات الأخرى لصورة الانفصال عن الواقع واستمرار الرهان على الوهم يبدو واضحاً في جنيف سواء لجهة تجاوز أولئك الذين يحلو للبعض تسميتهم «معارضة» القواعد الإجرائية لعمل لجنة مناقشة الدستور، أو لناحية التّخلف عن تقديم أي اقتراحات لجدول الأعمال، وهو ما يؤكد أن الذي أتى بهم ليس سوى المُشاغبة، والتعطيل الذي كانت مارسته قوى العدوان 18 شهراً لتَحول دون تشكيل اللجنة!.
الطروحات غير المَقبولة، اللغة التي يستخدمها الفريق الآخر في جنيف، لا هدف لها سوى التفخيخ الذي ينسجم مع ممارسات أميركا وتركيا على الأرض، ولكن كما كان التصدي لها من قبل الوفد المدعوم من الحكومة السورية شجاعاً وحكيماً، فإن إسقاط مُخططات النهب والعدوان في منطقة الجزيرة لن يتأخر، وإذا كان الفرز بين الدستوري والقانوني والسياسي جار في جنيف، فإن عمليات الفرز في الميدان لم تتوقف، وإن الحضور الذي سجلته وتُسجله قواتنا وبواسل جيشنا على الحدود، في الجبال، وعلى التلال يَشهد.
50 بالمئة من الأميركيين يؤيدون المُضي بإجراءات عزل ترامب المُنسحب للتو من اتفاقية المناخ لتُسجل إدارته بهذا الانسحاب أكبر تهديد للاتفاقيات الدولية من بعد انسحابات مُتعددة أهمها ربما «الاتفاق النووي الإيراني» تَركت تداعيات دولية كارثية كُبرى، فهل يتوفر ناصح لترامب بأن يهتم بأزمته الداخلية وبأن يكف عن ارتكاب حماقات خارجية إضافية؟.
اللص من بعد هزيمة اسطنبول، ومن بعد الانشقاقات داخل حزبه الأخواني، ومن بعد تشظي حماقاته أزمات له مع دول الجوار والإقليم، ومع نادي دول القارة العجوز، فهل يتوفر ناصح آخر، ينصح اللص، بأن يتحسس نهايته الوخيمة فيتخلى عن أحلامه العثمانية، وعن شراكاته القذرة برعاية الإرهاب وبالمُخططات الصهيوأميركية؟.

 

كتب علي نصر الله

التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116

 

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية