من منكم بلا أردوغان.. فليرم السلطان العثماني بحجر سياسي.. وليس بتصريح دبلوماسي!! لأوروبا وجهان اذا ما نظرت الى اردوغان.. ولترامب رأس (ميدوسا) اذا تعلق الامر في ما يسمى المنطقة الآمنة في سورية.. فهو اي رئيس النظام التركي.. الوكيل الحصري للأميركي.. وهو ايضا ذاته -العثماني- مهدد اوروبا وصمام امانها في ملف اللاجئين..
لن ينكر الغرب اردوغان حتى أن انكرهم بالصورة الدبلوماسية وطبع قبلة يهوذا على خد آستنة وسوتشي امام طهران.. وندد بسرقة واشنطن للنفط السوري.. فاللصوص تعترف على بعضها في جزئية من الحقيقة.. ولكنها السقطة الكبرى حين تكون في جزئية اعتراف وزير الخارجية التركي جاويش اوغلو على افعال اسرائيل ومن معها في سورية.. الحقيقة كلها..
نعم.. هي اسرائيل في شهية الحركات الانفصالية الكردية التي كانت تهدد الشمال السوري.. وهي اسرائيل الآن في بقاء ترامب كقاطع لطريق (طهران – بغداد- دمشق- بيروت) فبعد قرار الانسحاب خرج الصوت من اعماق الولايات المتحدة الاميركية بحنجرة اللوبي الصهيوني ومن لسان الاوروبيين.. (خطأ فادح)..
السيناتورة الاميركية آمي كلوبوتار قالتها علانية: رحيل القوات الاميركية من سورية يهدد اسرائيل.. .
لذلك تبقي واشنطن على 600 جندي اميركي في سورية.. فهاجس العودة بالتوابيت لم يعد مخيفاً أمام رعب تل أبيب من طريق حرير للمقاومة يربط الدول الممانعة ويخنق رقبة الكيان بعد انفراج مؤقت في فصل (الربيع العربي)..
هاجس الاوروبيين هو ذاته.. (أمن اسرائيل).. .وإن تقدمهم ماكرون في المزاودة واعلن الموت السريري للناتو بتبعيته لترامب على حافة الانسحاب من سورية.. فهذا ليس لأن الرئيس الفرنسي شعر بالإهانة الاوروبية واشتعلت فيه كرامة السيادة.. بل لأنه تلقى الاشارة الاسرائيلية من وراء ظهر ترامب.. ألم يقل ماكرون بأن (ترامب أدار لنا ظهره بقراره الخروج من سورية)؟..
ومع ذلك كله لم يسلم الرئيس الفرنسي من لسان الخارجية الالمانية التي جددت بيعة الناتو لترامب ولكن بعد أن أعلن مارك ميلي رئيس هيئة الاركان المشتركة بقاء 600 جندي اميركي في سورية.. بل لم يستح وزير الخارجية الالماني هايكو ماس بالخروج على المنابر الصحفية والاعلان من صحيفة دير شبيغل بأن اوروبا كلها محمية اميركية بسور حلف الناتو..
يكشف الشمال السوري في تطوراته المزيد من عري اللاعبين الغربيين ومعهم اردوغان، بل في المساحة ما بين قرار الانسحاب الاميركي والتراجع عنه ظهر ما تحت الجلد السياسي للغرب كله ولا شيء إلا اسرائيل ..
اما السلطان العثماني فواضح انه يعاني من مرض داخلي يحاول معالجته بالعدوان على سورية ويتهم المعارضة التركية بزرع الفتنة اذا ما قالت إن عليه الخروج من الشمال السوري والولوج الى طاولة تركية داخلية.. فأردوغان يريد التفاوض مع حزب العمال الكردستاني بكسر عظم قسد.. ولا نعرف إن كانت هشاشته السياسية وفي الداخل والخارج قادرة على الصمود بعد.. فالجيش العربي السوري لن يسمح بتسوية المشاكل التركية الداخلية على ارضه، وإن استفاد اردوغان من التناقضات فهذا لا يعني بقاءه طويلاً على حبال اللعب.
ادلب ستكشف قريبا مزيدا من عورة السلطان الإرهابي، والتطورات في عمل لجنة مناقشة الدستور لن تبقيه اي- اردوغان – طويلا في المساحات السياسية حول سورية، وتبدو الصورة مبشرة اذا خرج الرئيس المشارك «للدستورية» للقول إنه متفائل وإن على الجميع العمل دون تأثير او تدخل خارجي.. ستكون الصورة مبشرة اكثر اذا كان ووفده اول من يعمل بنصيحته!!
كتبت عزة شتيوي
التاريخ: الاثنين 11-11-2019
الرقم: 17119