الملحق الثقافي:
يبدو كتاب «الشرق والغرب» أشبه بفهرس موضوعي إجمالي لأعمال رينيه جينو جميعها وهو من ترجمة أسامة شفيع السيد. ينقسمُ كتابُ الشَّرق والغربِ -بعد المقدمة- إلى قسمين كبيرين، يضمُّ كل واحد منهما أربعة فصول. يبدأ في القسم الأول (أوهام غربية) بتخلية العقلية الغربية مما رسخ فيها من أباطيل، ثم يشرع في القسم الثاني (وسائل التقارب) بذكر السبيل التي يراها إذا ما أُرِيدَ للغرب والشرق أنْ يَتَقَارَبَا.
يرى الغربيون أنَّه ليس هناك سوى نمط واحد من البشر، وأنه ليس هناك سوى حضارة واحدة هي الحضارة الغربية، وهي في ماديَّتِها وكبرها الزائف تُباينُ غيرها على نحو شاذ وغريب. تقبع تلك الحضارة تحت نَيْرِ الماديَّة، وهي إذْ تُحاوِلُ أنْ تسد احتياجاً بشرياً، فهي تخلق مائة احتياج آخر مكانه. وهكذا يبقى الإنسان الذي يعيش في ظلِّها محتاجاً دائماً؛ وهذا سر من أسرار تعاستها الخاصة وبؤسها العميق. إنها كما يقول جينو: «تسعى إلى تكثير الحاجات المُصْطَنَعةِ، وهي لم تزل آخذةً في خلق حاجاتٍ جديدةٍ لن تستطيعَ إشباعها». ويتابع جينو: «وقد بدأ بعضُ الناس يدركون أن الأمور لا يمكن أن تجري على هذا النحو إلى أجل غير مُسَمّى، بل بدؤوا يَتَحَدَّثون عن إفلاس هذه الحضارة، كما لو كان أمرًا ممكناً».
التاريخ: الثلاثاء12-11-2019
رقم العدد : 973