الملحق الثقافي:عمرو بن كلثوم:
وُلد عمرو بن كلثوم التغلبي سنة 420 في بلاد ربيعة التي كانت تقع شمالي شبه الجزيرة العربية. أحد أشهر الشعراء والفرسان بين العرب، فهو شاعر قبيلة تغلب وسيدها، كانت معظم قصائده مليئةً بالحكم والعبر. وكان أبناء القبيلة يحرصون على تعليمها لأبنائهم. وكان يرفض مدح أيّ من الملوك، ولا يرغب في أن يكون قومه تابعين لأيّ كان، فكانت وفود الملوك تصله إلى بيته من دون أن يفد إليهم. ومن بين الملوك كان عمرو يُشتهر بالعداوة التي بينه وبين عمرو بن هند وله أشعار نظمها فيه.
هذه العداوة بين الاثنين خلصت إلى مقتل عمرو بن هند على يد ابن كلثوم، حيث ادعى ابن هند عدم وجود أيّة امرأة بين العرب ترفض خدمة والدته، فقيل له بل يوجد فليلى بنت المهلهل ترفض ذلك فعمها هو الملك كُليب وهي ابنة الزير سالم كما أنّها متزوجةٌ من كلثوم بن مالك المشهور بين فرسان العرب. بعد ذلك وجه عمرو بن هند دعوةً إلى ليلى وعمرو لزيارتهم، وأثناء الزيارة جاءت والدته وأشارت إلى جفنة ماء كانت موضوعةً على الطاولة وقالت: «يا ليلي ناوليني تلك الجفنة» فردت عليها ليلى قائلةً: «لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها»، وبعد إلحاح هند على الأمر صرخت ليلى «واذلاه»، فكان أن سمعها ابنها عمرو الذي كان جالساً في غرفةٍ قريبة مع عمرو بن هند واستل سيفاً معلقاً هناك وقتل ابن هند. وعند ذلك قال معلقته الشهيرة:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبحِيْنَا
وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَا
التاريخ: الثلاثاء12-11-2019
رقم العدد : 973