«غناء يخطف الأنفاس، عازفون بارعون، تمكنٌّ وإبداع، موسيقا تحلق بالروح إلى فضاءات ولا أجمل، توليفة من العزف والغناء والرقص أثبتت براعة وإبحارا فنياً متناغما منسجماً متكاملاً, هي ليلة من ألف ليلة وليلة ضمت باقة من الموشحات الأندلسية والقدود الحلبية بروح صوفية…» بهذه الكلمات نقلتنا مقدمة البرامج «بعد العرض» باحترافيتها العالية وإعدادها المتقن «أنسام السيد» إلى مسرح الحمراء بدمشق وجعلتنا نعيش متعة الحدث عبرَّ شاشة سورية دراما والبرنامج من إخراج علي كادك.
لتستضيف جزءا من أعضاء فرقة آتار للفلكلور والتراث التي قدمت أمسية أندلسية تحت عنوان ألف ليلة وليلة على خشبة مسرح الحمراء وتبدأ الحلقة بالفنان خالد أبو سمرة بصوته الزمردي ليدخل المشاهد في حالة من الذهول حيث تتعانق الكلمة مع اللحن مع الصوت العذب مع خلفية بنفسجية لتحمل المشهد خلف الحلم لتبحر معه بعوالم سحرية، لتصف أنسام من خلال حضورها الميداني براعة الأمسية وتفاعل الجمهور مع الفرقة من خلال التصفيق العالي والدهشة والفرح البادي على وجوه الحضور، فتناول المايسترو معتز النابلسي تجربته الفنية قائلاً: إن الأمسية كانت أهم حفل قدم هذا العام برأي المهتمين من حيث استقطاب الجمهور حيث كان عدد الوقوف من الحضور كبيرا، وقد أسست الفرقة على فكرة استخدام وتخديم الموشح بشكل صحيح وإثرائه بالتوزيع الموسيقي الصحيح, ويعتمد عملنا على اللوحة الأولى حيث نقدم الفرقة الكاملة خلال أول فقرة، فنبذل جهدا كبيرا عليها، ثم ندخل الفنانين على التوالي, كان لدينا رغبة بجمع الحضارة الغربية مع الشرقية كأغنية ارجعي يا ألف ليلة وأدخلنا عليها متتابعة كورساكوف سيمفونية شهرزاد، فبدأنا الحفلة بها ثم تلاها الفنان خالد أبو سمرة بمجموعة قدود حلبية أشعل المسرح من خلالها….
وتخلل اللقاء العديد من مشاركات الفنانين بغنائهم العذب مما أغنى البرامج وأعطاها ألقا
فنرى البرنامج يسلط الضوء على المنجز الفني الذي قدّم ويلتقي مع مكوناته من مشاركين ليتحدث كلٌّ عن تجربته، ليدّفع المشاهد لإجراء مقارنة بين العمل وغيره من الأعمال بمحاولة للارتقاء بالمنتج الفني الوطني..
ونرى في البرامج منصة للنقد البناء الهادف لتطوير المنتج الفني الوطني من خلال متابعة حلقة «يوميات الخبز والحرب» بمناسبة ذكرى حرب تشرين التحريرية 46 بحضور الشاعر والكاتب محمود عبد الكريم والفنان تيسير إدريس ورئيس دائرة الدراما الإذاعية المخرج باسل يوسف…
الذي قدم البرنامج برؤية شفافة وواقعية ليوميات المواطن دون تزييف أو تكلف حيث لامس الشارع والناس، وانعكاسه على الشارع والتنسيق بين الكاتب وبقية الكادر ليخرج منتج الضوء يعبر عن الشارع ويحاكي وجعه، ضمن إمكانيات بسيطة حيث تعتبر الدراما الإذاعية من أصعب الفنون الأدبية لافتقارها للصورة والمؤثرات الصوتية..
سلوى الديب
التاريخ: الثلاثاء 19 – 11-2019
رقم العدد : 17126