لم يبق الكثير مما يمكن لرعاة الإرهاب أن يدفعوا به ليحقق لهم أطماعهم، فقد جربوا كل الوسائل التي ظنوا أنها ستكون النهائية ولكن ساحات الميدان السوري كانت الأكثر صلابة وقوة وقدرة على تهشيم وتحطيم كل ما يخططون له منذ تسع سنوات، وهم يجربون ويزجون بما يمكنهم من أجل الوصول إلى تحقيق الحد الأدنى مما خططوا له باسم الشعارات والمصطلحات واستغلال المنابرالأممية، تاجروا، واستطاعوا لفترة من الزمن أن يشكلوا ما سموه تحالفاً دولياً باسم محاربة (داعش)، لكنهم كانوا بالمحصلة وراء دعمه والتخطيط له للمزيد من الفظائع التي ارتكبها على امتداد الجغرافيا التي احتلها بقوة الدعم الخارجي.
واليوم تتكشف الأوراق كلها من تغريدات ترامب إلى جنون أردوغان، وكلاهما في خانة واحدة غايتها نهب الثروات وتدمير مقدرات الدول التي تقف بوجه مخططاتها، ترامب الذي لايغريه إلا رنين الدولارات ورائحة النفط يعلن بكل وقاحة أنه يريد استثمار النفط في الجزيرة السورية، ولا تثنيه وقاحته عن القول إنه لا يريد أن يصل إلى الدولة السورية، وكأنه (الوصي) على السوريين ومن يقرر ماذا يفعلون وكيف.
يلاقيه أردوغان الذي (بق البحصة) وأعلن أن ثمة جولات من التآمر جرت لتقاسم النفط السوري، وربما يظن أن إعلانه هذا يبريء ساحته هو وشركاته التي كانت تعمل ليلاً نهاراً على سرقة النفط السوري، ونقله بالصهاريج إلى تركيا وتهريبه، وكذلك يفعل جنود الاحتلال الأميركي، فهم ليسوا أقل لصوصية من نظام أردوغان، وقد مضوا بعيداً في جنونهم بالإعلان بكل صلف أنهم سوف يعملون على تطوير حقول النفط السورية لتضخ المزيد من الدولارات لهم، هذا المشهد يراه العالم ويتابعه بظل صمت مريب، والمؤسسات الأممية لم تخرج بموقف، أضعفه أن تخرج بتصريح تدين فيه هذا العدوان الصارخ، الصمت المريب لن يبقى طويلاً دون أن يجر الكوارث والويلات على العالم كله، لأنه يعني تأسيس نظام عالمي يتيح للقوى الظالمة أن تستغل وتحتل وتنهب لتعود شريعة الغاب وتغدو سيدة الموقف، وحدهم السوريون من كسر هذا الجنون، وحفروا مسار النصر، واستطاعوا تفكيك كل أدواتهم، وتعرية أوراقهم، يرسم ميدان الإنجازات السورية عالماً جديداً يعري آخر أوراق المتآمرين، ويؤسس لعالم جديد مقولته: إن الحق لايهزم مادام أصحابه يضحون من أجله.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 19 – 11-2019
رقم العدد : 17126