«فطنة» حمد تبدد لائحة خدماته

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
يعيد حمد القطري قصّ روايته وهو الخارج لتوه من بوابات البيت الأبيض التي تموج هذه الأيام برحلة حج غير مسبوقة لأقطاب الزمن الأعرابي،

ويتلو على الجميع أحجيات فهمه للديمقراطية وقراءته «الفطنة» للسياسة والحكومات، ولا يسهو في زحمة الحديث عن تلاوة نصوص حكمه «الرشيد»!!‏

لم تغب عن القطري وقد سبقته التبريكات الإسرائيلية، أن التزاحم على شرفات البيت الأبيض، لا تترك مجالاً للمصادفة ولا تحتمل أي تأخير أو تردد في التماهي مع النمط الصهيوني حتى في قلب الحقائق، الذي تمّ تفصيله في مستودعات الحسابات الأميركية ومعادلات استخباراتها، ليكون في مقدمة المتزاحمين- وربما على رأسهم دون منازع- وسجلّ خدماته يشفع له، بل يقدم القرينة الدامغة على أنه في الصدارة والمقدمة.‏

قد لا تحتاج الصورة التي خرج بها حمد الكبير إلى تعليق، فجاءت تصريحاته مطابقة تماماً للصورة مع فارق في التوصيف، ومسافة فاصلة لا بد منها في التعريف، خصوصاً حين يبارز في التنظير السياسي ويجادل في فقه المصطلحات وتعريفاتها الدارجة هذه الأيام وفق مقتضيات القاموس الاميركي، وقد أغرق بعض مفرداتها بما عجزت بهلوانية كيري عنه، وربما ما فشلت دبلوماسية الدحرجة الأميركية بتحقيقه طوال عشرات السنين.‏

ربما كان كل ما تفوه به لا يستحق حتى التوقّف عنده، وقد خرج عن نطاق التداول والحديث وبات سطراً في لائحة تضاف إلى سياقات الهزيمة المتربصة على أبواب المشيخات، فيما يتهاوى على المقلب الآخر ما علق بعباءات تشرّبت الغدر والخيانة، ورسمت من حولها حدود التماس بين الماضي والحاضر بعيداً عن المستقبل الذي لن يتردد في التبرؤ مما فيها.‏

في التجربة لم تعد قطر بما تساويه على خريطة العمالة، ولا بما تمثّله في إحداثيات الغدر والخيانة، ولا بما تجسّده في أصول الترجمة لما تقتضيه «أمانة» الدور، بل فيما تعكسه من تفجير للصراعات وإشعال للحرائق الممتدة في الأرض غربها وشرقها، وأعواد الثقاب الغازي التي تشتعل في كل الاتجاهات حتى يكاد الحريق يلتحي اليد القطرية أينما حلت وحيثما ذهبت.‏

لم تعد الصورة الكاريكاتورية قادرة على الإحاطة بأبعاد المشهد، ولم تعد الفكاهة الساخرة بمرارتها تقارب الحماقة التي تشهدها محافل السياسة ومنابر الإعلام ومخادع الدبلوماسية، وهي تحاكي نماذج من الفطنة السياسية التي يمثلها حمد الكبير وهو يترجم تعليمات البيدق الإسرائيلي حمد الآخر.‏

ولم يعد متاحاً في زمن العهر السياسي والانحطاط الأخلاقي، أن تجري مقارنات يمكن من خلالها أن تصل إلى ما تبحث عنه من مقاربات تائهة في تدافع المشاهد السياسية القائمة على فرط الحالة الملتبسة، والتي تواجه في داخلها حسابات المجاهرة بالنفاق، ليكون العنوان الذي تصطف خلفه أكبر دولة في العالم وهي تستعرض رحلة الحج الأعرابية وهم يؤدّون فروض الطاعة.‏

كان بمقدور حمد الكبير أن يعفي نفسه من حرج الحديث، وربما كان لديه الفرصة ليتجنب مأزق الإطالة في الشرح والإسهاب في التوصيف، وحتى توافرت لديه المساحة الكافية لأن يقول ما اعتاد على قوله دون إضافات تفضح ما في جوفه، وقد نضح الإناء بما فيه.‏

في زمن التصحّر العربي سيكون من الطبيعي أن يسيطر العوز والتقزم السياسي، بحيث لم يعد للمفاجأة مكاناً، ولا للدهشة معنى، وقد ابتليت البشرية بكل هذا الهزال السياسي ورُسمت على حواف وجودها طحالب وطفيليات اعتاشت على الإرهاب واسترزقت على الأجراء.‏

وفي زمن الصقيع المتولد، ربما تعثّر القطري ولم تسعفه «فطنته» في تقديم لائحة كاملة بالخدمات المقدمة للأميركي، مثلما ارتبك في استدراك ما يصعب استدراكه في الوقت الضائع، وعلى مساحة التلعثم والارتباك تقترب النهايات وتتشكل الخلاصات بأسرع مما استطال وتورم!! وفي وقت أقرب مما يعتقدون!!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية